القلم

أداة من أدوات البناء، وهو كذلك أداة من أدوات الهدم.. وأداة من أدوات العلم والتلقي والتعلم والمعرفة والفكر والصناعة.. فالقلم سلاح ندافع به عن ديننا وأخلاقنا وقيمنا وكياننا المجتمعي والأمة وعن مقدساتها.. القلم له تاريخ حافل لا يتوقف.. القلم رسالة يحملها صاحبه فيما تخطه يده.. القلم ناصر للمظلوم أو مؤيد ومدافع عن الظالم.. القلم آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر، والعكس صحيح في زمن الرويبضة.. القلم يترك أثراً طيباً بما خلّفه صاحبه أو أثراً سيئاً.. القلم الذي يملكه الحر لا يسب ولا يشتم ولا يتطاول به على الأعراض ولا ينشر به الإشاعات تحت أي وسيلة نشر أو بما يسمى منصات التواصل الاجتماعي.. القلم الثابت لا يكتب القذارة والفحش من القول والكلام.. القلم الحر لا يسطّر بمداده إلاّ الحق ونصرة الحق وأهله.. القلم الذكي الحي مهما كان مسماه المتعدد الوظائف يصنع ويطور ويصحح ويقوّم اعوجاجاً.. القلم تكتب به العقود وتحفظ به الحقوق.. القلم يتلبس به من يكتب شهادة الزور ويحكم به بالظلم.. القلم عرّف الشعوب بالتاريخ والأحداث والوقائع.. القلم يرسم التفاؤل والفرحة أو يحرك التشاؤم والحزن في حركة المجتمع.. القلم يقلب الحقائق فيصنع من الطغاة والرويبضة قادة وسادة.. القلم يخرج القرارات والتعاميم ويكوّن اللجان لتلطيف الجو الحار السائد في المجتمع ثم لا شيء.. القلم يضع الرجل المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب.. القلم يُزيح ويقصي الكفاءات.. القلم أمانة.. وصدق من كتب "ما كل أثرٍ ممدوحٌ، وهذه المنة بالقلم ليست مطلقة، فكم من حبرٍ هو دَين في حياة صاحبه، وغداً يُستوفى بين يدي الله تعالى في مواطن الحساب! وما رأيتُ شؤماً في حياة إنسان مثلَ ما رأيتُ من شؤم قلم الكفر، والنفاق، والفسوق، والعصيان، وها هو في أزماننا يتطاول به صاحبه حتى على مقام ربه الذي خلقه". وصدق كذلك قلمه حين خط هذه الكلمات "أثمن قلم ذاك الذي يبني فضيلة، ويوسّع في بناء القيم، وأشقى قلم ذاك الذي يحارب الحق، ويبني للباطل جدراً في مساحات الأمة". إنه بين قلمين: أثمن وأشقى. فتأمل رحمك الله هذه الكلمات..! ◄ "ومضة" "القلم الخيِّر كالشجرة الطيبة" فلنحرص عليه جميعاً. هل انتهى الدرس؟ لا. دروس القلم لا تنتهي!. سَنَرحل يوماً ويبقى الأثر فاجعل لقلمك حياة خير وبناء. [email protected]