11 سبتمبر 2025
تسجيلقُدر لي أن أحضر يوم الجمعة الماضية، حفلا ثقافيا وفنيا، نظمه المركز الثقافي الهندي التابع للسفارة الهندية في قطر، وذلك على مسرح الريان بسوق واقف وبمناسبة اليوم الوطني للهند السابع والستين بعد استقلالها عن بريطانيا في الخامس عشر من أبريل عام 1947. وكم كان الحفل رائعا، وقربني أكثر لمعرفة الهند، هذا البلد المتعدد الثقافات واللغات والأديان الأعراق، ويقطنه أكثر من 1.200 مليار نسمة. خلال 67 سنة استطاعت الهند من خلال بيئتها المتسامحة، أن تستوعب وتدمج شعبها الذي يتألف من ثقافات متعددة. صحيح أن الهند تعاني أحيانا من العنف الديني، إلا أن ذلك لا ينكر وجود تسامح ديني فيها، فالمسلمون، على سبيل المثال، الذين يصل عددهم هناك إلى 180 مليون نسمة تقريبا، اي ما يعادل 10 % تقريبا من السكان، يتمتعون بحرية العبادة والإبداع ونشر الدين والدعوة إليه، ولهم قوانين خاصة بهم أقرها الدستور الهندي في القضايا الاجتماعية والشخصية مثل الزواج والميراث وما يتعلق بها. كما أن رئيس الهند الحادي عشر (2002 — 2007) كان رجلا مسلما وهو العالم المسلم أبو بكر زين العابدين عبد الكلام، الذي يعتبر أحد أبرز الرؤساء في تاريخ الهند، وأطلق عليه لقب "رئيس الشعب". وتُعد الهند حاليا ثالث أكبر اقتصاد على وجه الأرض، وتحتفظ بثالث أكبر قوة عسكرية، كما أنها سادس دولة في العالم ترتاد مجال الفضاء الخارجي، وعاشر دولة صناعية، وتمتلك الطاقة الذرية للأغراض السلمية وتوليد الطاقة الكهربائية. ورغم عدد سكانها الهائل إلا أن لديها اكتفاء ذاتيا من الانتاج الزراعي، ومصدرة لكثير من المنتوجات. واللافت ان هذه الدولة العظيمة التي فيها سوق كبيرة ومتسعة للنفط والغاز، تُعد قطر مزودها الأكبر بالغاز الطبيعي المسال. كما يصل عدد أفراد الجالية الهندية في دولة قطر إلى نصف مليون تقريبا، وهو ما يجعلها الجالية الأكبر في الدولة، ولا يمكن لأحد أن ينكر دور هذه الجالية في بناء قطر بما لديها من ثقل ثقافي وحضاري واجتماعي، دون أن نتجاهل دور الجاليات الأخرى. وتفتخر الهند بانها أعرق الدول الديمقراطية، ودستورها هو الأعم والأشمل، هذا على الرغم من أن أكثر من ثلث الشعب الهندي أمي، فديمقراطيتها لا تقصي أحدا، رغم التنوع الثقافي والعرقي فيها.. فهل نتعلم؟!