19 سبتمبر 2025

تسجيل

الخطر الساطع آت !

26 أغسطس 2011

رددنا وغنينا كثيراً أغنية فيروز التي تقول "الغضب الساطع آت" على العدو الصهيوني وكنا ولانزال ننتظر هذا الغضب الساطع ضد هذا العدو ولكن هذا العدو وأعوانه من الإدارات الأمريكية والغرب عموماً استطاعوا إطفاء هذا الغضب حتى الآن، بل إنهم تمكنوا من جعله خطراً علينا نحن العرب، وبرز هذا الخطر من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي خططت له الصهيونية وإدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عندما تم غزو واحتلال العراق عام 2003 بحجة وجود أسلحة دمار شامل في العراق وعندما فشلوا في إيجاد مثل هذه الأسلحة استخدموا أسلحة الديمقراطية ووجود القاعدة على أرض العراق، وكانت اسلحتهم هذه كاذبة وخادعة، وتأكد أنه لا وجود للقاعدة في العراق ولا هم جاءوا لتحقيق الديمقراطية وإنما جاءوا لتحقيق هدفهم في شرق أوسط جديد في تقسيم المقسم وتفتيت المفتت، وبدأوا في العراق عندما قسموا هذا القُطر العربي إلى سني – وشيعي – وكردي – وتركماني – وزيدي – وصابئي، وغيرها من المذاهب والطوائف ولايزال العراق يعاني من صراع هذه المذاهب والطوائف. لكن العراقيين أدركوا هذا المخطط وبدأوا بمحاربته وكانت المقاومة العراقية الباسلة أول من أدرك هذا الخطر ورفعت شعار "لا سنة ولا شيعة.. هذا الوطن ما نبيعه"، وهذا الشعار هو ما يترجم حقيقة الشعب العربي العراقي الواحد الذي تمكن من مقاومة الأطماع الإيرانية التي حاول الملالي تصدير الثورة الإيرانية ورغم أن الجيش العراقي أغلبهم شيعة من ضباط وأفراد فإن هذا الجيش العربي الباسل إنحاز إلى الوطن وإلى أمته العربية، وحارب هؤلاء ثماني سنوات ولم نسمع أو نشاهد أي ضابط أو جندي شيعي عراقي خان وطنه وإنحاز إلى إيران الشيعية، وهذا يؤكد أن شيعة العراق وشيعة الوطن العربي هم عرب قبل أن يكونوا شيعة. الآن ونحن نساند وندعم الثورة السورية ضد نظام دكتاتوري فاسد نسمع أصواتاً تحاول أن تحرف هذه الثورة عن مسارها في المطالبة بالحرية والديمقراطية وأن تصفها بحرب بين السنة والعلويين أو بين المسلمين والمسيحيين أو الدروز وغيرهم، وهذا إن استمر فإنه خطر على الثورة وخطر على سوريا والعرب جميعاً ويتماشى مع المخطط الصهيوني – الأمريكي في مخطط الشرق الأوسط الكبير بتحويل الصراع العربي – الصهيوني إلى صراع وحروب بين الطوائف والمذاهب في الوطن العربي، ولعل ما يحدث الآن في شمال لبنان مثال آخر على ذلك عندما نسمع قتالاً بين جبل محسن العلوي وجبل التبانة السني، وهنا نأمل من الحكومة اللبنانية وضع حد فوري لهذا الاقتتال لأنه إذا استمر فإن خطره لن يتوقف عند طرابلس ويستمد إلى ربوع لبنان ويكون المستفيد الأول هو العدو الصهيوني. يجب علينا الآن وقبل استفحال الأمور وقبل أن ننفذ مخططات العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية والغرب عموماً بدون أن ندري أن نضع الثورة السورية في إطارها الصحيح وأنها ثورة شعبية ضد نظام دكتاتوري فاسد وأن نبعد عنها شبح الطائفية والمذهبية ونبعد هذا الشبح المخيف والمرعب عن جميع الثورات العربية التي نجحت حتى الآن في تونس ومصر وغيرهما من الدول العربية لأننا نشم رائحة الطائفية الآن من ثنايا هذه الثورات، بل والأخطر من كل ذلك بدأنا نسمع حرباً إعلامية بين السني – والسني، والشيعي – الشيعي، والمسيحي – المسيحي، وهذا مؤشر خطير جداً بل إنه تنفيذ لمخطط العدو الصهيوني وأمريكا والغرب في الشرق الأوسط الكبير لهذا نقول الخطر الساطع آت!!