10 سبتمبر 2025

تسجيل

يا ناكر المعروف!

26 يوليو 2024

للخيانة طعم لا يتذوّقه إلا الخائنون، و لها رائحة لا يشمها إلّا المخلصون. عندما تخون إنسانا خانك، فأنت إنسان خائن، وعندما تخون إنسانا أخلص لك فأنتَ إنسان قاتل. كلّ خائن يختلق لنفسه ألف عذر وعذر، ليُقنع نفسه بأنه فعل الصواب فالغدر والخيانة كلمات عميقة جداً، بعمق الجرح التي تسببه لمن تعرض لهم، فهما تسببان الألم الكبير، وبالذات الألم غير المتوقع، مثل الخيانة، لأنّها قد تكون من أقرب الأشخاص للقلب، فهو يعدم الثقة في الناس، ويقسي القلب، ويسبب المتاعب. كما أن الخذلان! أقسى أنواع الألم الذي قد يصادفنا يوماً في مسيرتنا الدنيوية. كلمة مقيتة مميتة قتلت كثيرين وهم لا يزالون على قيد الحياة، أنهت علاقات كانت مترابطة متينة لتجعلها منكسرة مهشّمة بعد أن اندسّت بين أضلاعها، لم يسلم منها إنس وإن لم تختبرها! فقد تكون كائنا أسطوريا على ما أظن. فلو سألت أي إنسان على البسيطة عن أسوأ ما مرّ به لقال لك ببساطة « لقد خُذلت، ومِن أقرب الناس إليّ. و الغدر هو أحقر الجرائم الإنسانية، وأكثرها خسة، لأنّ الإنسان يستطيع دائماً أن يفعل ما يريد في مواجهة الآخرين، وليس من خلفهم. و يمثل عليهم دور الضحية ويصدقوه فالغدر قد يكون من الصديق او الجار أو زميل العمل أو الأخ أو الأخت من الام و الاب او من الأقارب و لكن أصعب أنواع الغدر و الخيانة النكران وغدر الزوجة لزوجها الوفي لما لرجل البيت دور أساسي لا يختلف عليه أحد فهو المسؤول عن توفير سبل الراحة لبيته وأسرته وتقديم يد العون في المواقف الطارئة، ولا مانع أن يشارك الزوج زوجته في تربية الأبناء وغرس القيم السليمة بداخلهم مثل تعليمهم كيفية الصلاة والصيام واحترام الكبير والعطف على الصغير أو مساعدتهم في الدراسة، لأن من المتعارف عليه أن الأبناء يخافون أباهم بشكل أكبر من والدتهم،، ومن هنا تحمل أفعى البيت الملونة عصى القانون السحرية لتلوح بها في وجه الزوج المتفاهم و المتعاون معها لأبعد الحدود فتحمله من الديون والقروض ما تقسم به ظهره وتنجب له الأطفال لتنهك قواه المادية والنفسية ومع هذا كله ومع تماسك الزوج للحفاظ على البيت واركانه من الانهيار تكمل الافعى بث سمها في جسد الزوج المسكين بعد أن جعلته مفلسا ماديا ومعنويا تأتي منها الضربة القاضية بعصى القانون وتطلب الطلاق وتسلب منه كل ما يملك وتغدره وتخذله وهي التي قبل الزواج كانت ترتدي ثوب العفة والصلاح فكانت الصائمة القائمة المنقبة حافظة القرآن كارهة للغناء لا تسمع في بيتها سوى صوت القرآن والاذان ولا تردد على لسانها المسموم سوى الاذكار و تعده بحياة أفضل وأنها معه في السراء والضراء والمرض والشفاء وتبقى معه بهذا الثوب حتى تجرده من كل شيء فلا يبقى من أمره شيء ولا يستطيع أن يفعل شيئل في الحاضر والمستقبل وما أكثر هذه الافاعي في بيوتنا فهن يتقوين بسمهم القاتل وصولجان القانون دون رقيب ولا عتيد في السر والخفاء وفي العلن تمثل دور الضحية البريئة وهي من تعرض للغدر والخيانة كالذئب يرتدي ثوب الحمل الوديع ومن هنا غابت الثقة بكل فتاة شريفة عفيفة مصونة تحمل القرآن عنوانا لها والإخلاص صفة لها وهن قلة قليلة لا تكاد تراها بالعين المجردة لتجدها تحتاج مكبر رؤية أو مجهرا دقيقا كالإبرة في كومة من القش ولطالما كان الغدر من الصِّفات الملعونة في النّاس ولطالما شكَّلت الخيانة النهاية لعلاقة قائمة كانت تبدو ناجحة لولا أنَّ الأنثى الافعى قرَّرت التخلي عن العهود والوعود والاستكانة للغدر، ونبذل في بعض الأحيان مجهوداً جباراً لكي نعاني من الخيانة، ونتمكّن من ذلك في آخر المطاف. كما يستطيع الكذب أن يدور حول الأرض في انتظار أن تلبس الحقيقة حذاءها وبين الانتظار ولبس الحذاء ضحايا كثر وقتلى كثر وإلى أن تجهز الحقيقة وترتدي حذاءها وتأخذ من القوة ما تتغلب به على الغدر والخذلان والخيانة فأعداد الضحايا يزداد فلا سبيل للحقيقة ولا قوة لها سوى قانون السماء وقانون الأرض وتدمير صولجان القانون معا للقضاء على الافعى وسمها وحتى يظهر الصادق بصدقه والخائن بخيانته والغدر بغدره فما ظهرت انثى الافعى الا وكان الغدر والخيانة والخذلان والدمار أثرا لها ودليلا لها ورائحة لها فسمها وصولجانها اخطر من أسلحة الحروب كلها مجتمعة.