11 سبتمبر 2025
تسجيل(1) عندما انطلقت الإرهاصات الأولى للحركة الكشفية في المجتمع القطري مع منتصف الخمسينيات، استحوذت فكرتها على استقطاب العديد من الشباب القطري المتحمس لخدمة وطنه على أكمل وجه، من خلال تحقيق فكرة العمل التطوعي على أرض الواقع بما يحقق طموحات وآمال هؤلاء الشباب، لخلق صحوة جديدة تعمل على البناء والتنمية لقطر الفتية بروح عصرية عبر بوابة العمل الجماعي والمشترك لتعويد أبنائنا على صفات الصدق والصبر والتحمل وحياة التقشف، وكلها عوامل تعمل على تأهيل الطلبة منذ الصغر بما يحقق أهداف العمل الكشفي الحقيقي. (2) من هؤلاء الشباب الذين التحقوا بالحركة الكشفية منذ فترة الستينيات الدكتور سامي جاسم المناعي أستاذ اللغة العربية بجامعة قطر (من مواليد قطر 1952م)، وهو من أفراد الكشافة الأوائل، حيث عمل فيها منذ صغره منذ أن كان في المدرسة، وواصل ذلك لفترة طويلة عندما شارك في الكثير من المخيمات والمعسكرات الكشفية المحلية والعربية، ومنها المعسكر الكشفي في موسم الحج بمكة المكرمة عام 1969م، مع مجموعة من شباب الكشافة القطرية، وأدى فيه دوره التطوعي والإنساني لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وذلك حين ترأس ذلك الوفد الأستاذ الفاضل إبراهيم أحمد المهنا النعيمي مع الأستاذ عيسى هزاع والأستاذ حمد برقش النعيمي وغيرهم من قادة الكشافة البارزين بتلك الفترة. (3) عمل الدكتور سامي المناعي خلال وجوده في الحركة الكشفية منذ الستينيات والسبعينيات على حضور المخيمات والمعسكرات الكشفية السنوية داخل قطر، بالإضافة للمعسكرات الخارجية في الخليج وبعض البلدان العربية مثل المعسكر الذي أقيم في سوريا، ونال في هذه المعسكرات شهادات التقدير والأوسمة الرفيعة في مجال الكشافة، كما كانت له مشاركات أخرى في الندوات والمنتديات والدورات التي تتعلق بالكشافة، وكلها ساهمت في توجيه الشباب وطلاب المدارس من بعده. ولا ننسى أنه قد درس في مدارس قطر بمراحلها الابتدائية (مدرسة الخليج العربي)، والإعدادية والثانوية (المعهد الديني)، ثم واصل دراسة البكالوريوس والماجستير فالدكتوراه. ويعود الفضل في ذلك لتشجيع والده له وهو المربي الفاضل الأستاذ جاسم المناعي أحد المعلمين الأوائل والرواد في قطر منذ خمسينيات وستينيات القرن المنصرم، وله تاريخ طويل مع خدمة التعليم ومدارس قطر على مدى عقود، ومن ذلك تدريسه في مدرسة الخليج العربي الإبتدائية التي كانت تقع بالقرب من حي (أم غويلينة) مقابل مسجد أبو بكر الصديق اليوم. والوالد جاسم يعد من شعراء الفصحى في قطر وله أشعار كثيرة في الحكم والنصائح والزهد وهو بحق أحد الأدباء اليوم ندعو له بتمام الصحة والعافية. (4) كلمة أخيرة: كان الدكتور سامي المناعي من الشباب القطري المتحمس للعمل الكشفي في بداياته الأولى لهذا المجال، ولكن مع مرور السنوات توجه للعمل الأكاديمي فدرس في جامعة الأزهر، ونال منها درجة الدكتوراه سنة 1986م، وظل يمارس التدريس في جامعة قطر حتى تقاعده عن العمل سنة 2012م. [email protected]