18 سبتمبر 2025

تسجيل

اليمن وسيناريو العراق

26 يوليو 2016

ما يجري في اليمن لا يبعث على التفاؤل، والأمر يزداد سوءًا والسبب هو المواقف اللا مسؤولة وفقدان الهوية وشخصنة الأحداث، فاليمن التي كانت مثالا في الأخوة والأعراف القبلية أصبحت اليوم لعبة بيد ساسة وأحزاب وقبائل لا يخافون الله. هناك مساع حثيثة لتمزيق اليمن وجرها إلى حرب أهلية بشعة أسوة بالعراق. فعندما دخلت إيران اليمن منذ سنوات كان العديد من القادة الحكوميين والأحزاب يسخرون ممن يحذر من هذا الخطر الذي ظل سنوات يخطط على نار هادئة. فوجئ الجميع بالكارثة في داخل اليمن ودول الجوار العرب ولكن الدول الكبرى وإسرائيل وإيران كانت على علم بهذا لأنها كانت تعد لهذا المشهد لمصالحها القومية. اليمن اليوم يسير نحو الخطر الكبير لسوء التشخيص. عدد كبير من المسؤولين في الشرعية لا يدركون ما يجري ويتخبطون فهم لا يعرفون جذور وأحداث صعدة وتاريخ الصراعات فيها وتاريخ الحروب في اليمن وما يجري امتداد لها بصورة حديثة. اكتشف الكثير تحالف الرئيس السابق مع إيران وأن الحروب الست كانت خداعا ومكرا وابتزازا وتنكر الرئيس ومن معه لدول مجلس التعاون التي وقفت مع اليمن مواقف كريمة ومشرفة لا ينكرها إلا حاقد ظالم. ساعدت اليمن في أشد الظروف ورغم ما حصل من موقف غير مشرف في حرب الخليج الثانية والغدر غير اللائق قد أضر باليمن ضرراً كبيراً ومع ذلك تجاوزت دول مجلس التعاون عن الجرح احتراماً للجوار. إلا أن ذلك لم يؤثر لأن هذه الفئات التي تعتقد بالرافضة والولاء لإيران قد قدمت مصالحها الشخصية على مستقبل البلاد والوطن. واستخدمت وسائل غير مشروعة وغير أخلاقية وغير عربية وإسلامية في أسلوب تعاملها من خلال دعم الجماعات الإرهابية والتلاعب في الأمن والاستقرار. دمروا البلاد والعباد وأوصلوا البلاد إلى أسوأ أحولها، وكانت المحاصصة الحزبية والطائفية والمناطقية كارثة كبرى على البلاد. أصبح الإنسان يحتار ويتساءل من هي القوة والقيادة باليمن!! وبصراحة فإن التحالفات الحالية هي ليست حقيقية بل مصالح تخفي وراءها ذئاب سلطة ومال لا يريدون انتهاء الحرب يريدون الدم ولا يهمهم جوع وفقر الشعب ومشاعرهم ميتة حتى المواقع والإعلام يقدم أخبارا مثيرة وعناوين فيها نوع من الإثارة وكأن البلاد لا تعاني من حرب مدمرة.اليمن اليوم يعيش أصعب ظروفه من قيادات تدفعه للتمزق والحرب الأهلية فماذا يجري في تعز هو حرب إبادة لسقوط تعز بيد المليشيات لأنها منطقة إستراتيجية وجبال قراها ومديرياتها تطل على مناطق الجنوب فيسهل قصفها من هناك وكذلك لضرب أكبر معقل للسنة ودفع أهل تعز ليكونوا مضايا وفلوجة وأنبار بتخطيط إيراني وكذلك هناك دفع للحراك الموالي لإيران لطرد الشماليين وبالأخص تعز لبث الحقد ولدفع أهل تعز للاستسلام للحوثي الذي يحصل على تهريب الأسلحة من مناطق جنوبية من الجماعات المتطرفة والحراك.انفصال الجنوب أصبح ثقافة وفكرا تبثه إيران بواسطة الشيوعيين السابقين ممن دمروا الجنوب وأمموا ممتلكاته وصادروا حق التجار والبيوت الكبيرة التجارية ونشروا الأفكار الشيوعية والجوع والفقر وعادوا اليوم باسم الوطنية المحلية ليعودوا للحكم وكلهم رؤساء البيض وعلي ناصر وباعوم والعطاس ودخل الجفري الذي لديه مال ولا شعبية له وهناك عدد كبير من ذلك. حتى الحكومة الشرعية للأسف تتعامل بلغة المناطقية والعنصرية. فيا سبحان الله. ودعونا نقول بصراحة إن هذا ما تريده إسرائيل وإيران، نموذج جنوب السودان ونموذج سيلفا كير ومشار وغيره لإيجاد أماكن للإرهاب وتصديره للمنطقة لا غير.تخلى اليمنيون شمالاً وجنوباً عن هويتهم العربية والإسلامية لصالح أحزاب مريضة تعمل بأموال وسلاح وفكر إيران وإسرائيل لتحقيق أهداف دمار المنطقة، فمتى يستيقظ الآخرون !! والأعجب أنك عندما تريد أن تقابل أي مسؤول كبير فإنه ينظر إلى هويتك ويتعامل فيها على ضوء ذلك. ولو كنت أكبر مفكر وإستراتيجي فذلك لا يعنيه وخاصة أن هؤلاء المرافقين والسكرتارية يحملون هذه الفكرة في أذهانهم عن جهل متخلين عن هويتهم العربية والإسلامية. اليمن يقاد إلى حرب أهلية وتقسيم لن يأتي بالسلام والمن والسلوى كما يصوره قاسم سليماني وإنما الموت والجوع والفقر والدمار.