26 أكتوبر 2025

تسجيل

الدور المشبوه للغرب في ليبيا

26 يوليو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); اعترف الرئيس الفرنسي أولاند منذ أيام، بأن ثلاثة فرنسيين قد لقوا حتفهم عندما سقطت بهم مروحية في بنغازي، فيما قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول إن لدى بلاده قوات خاصة في ليبيا"، وفي وقت سابق أشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى نشر جنود فرنسيين في ليبيا والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما المعاني والدلالات التي تنطوي عليها هذه الاعترافات؟ تؤكد هذه الاعترافات أولا صحة تسريبات ميدل ايست آي التي وضحت أن قوات فرنسية وبريطانية وأمريكية تساعد حفتر ولا تقتصر مهمتها على الاستطلاع والمراقبة فحسب.. وثانيا عدم علم حكومة الوفاق الوطني الشرعية ومجلسها الرئاسي بتواجد هذه القوات على أراضيها، ولذلك تضمن البيان الصادر عن الأخير التمسك بالثوابت الوطنية والسيادة الليبية على كافة الأراضي الليبية والرفض الكامل "لانتهاك حرمة التراب الليبي"، وعدم التنازل عن الثوابت الوطنية والترحيب "بأي مساعدة أو مساندة تقدم من الدول الشقيقة والصديقة في الحرب على تنظيم "الدولة" مادام ذلك الدعم في إطار طلب من المجلس وبالتنسيق معه وبما يحافظ على السيادة الوطنية، "وقد ترتب على ذلك نزول الليبيين إلى الشوارع منددين بالتدخل الغربي في بلادهم.. وثالثا تشكك هذه الاعترافات كما التسريبات في مصداقية موقف هذه الدول من الأزمة الليبية وتعكس ترددها وتخبطها وازدواجية مواقفها من الأزمة الليبية والتناقض المتعمد في الأداء بين وزارات الخارجية ووزارات الدفاع فيها فهذه الدول كانت من بين الدول التي أعلنت دعمها ومساندتها لحكومة السراج بالمال والسلاح وقد هدد الاتحاد الأوربي في وقت سابق حفتر بأن العقوبات المفروضة قد تمتد لتشمله بسبب إعاقته للحكومة الليبية المؤيدة من قبل الأمم المتحدة لكن ما تقوم به هذه الدول جعل تهديد الاتحاد الأوربي بلا طائل وجرد في نفس الوقت قرار الأمم المتحدة بحظر السلاح على غير حكومة الوفاق الوطني من مضمونه.. وقال بالفم المليان إن الغرب اختار جنرالا يمكن تحريكه بسهولة لينفذ مصالحه ولو على حساب مصالح الشعب الليبي.. ورابعا تضع هذه الاعترافات علامات استفهام حول جدية هذه الدول في محاربة تنظيم الدولة في ليبيا فبينما تحرز عملية البنيان المرصوص نجاحا في حملتها ضد ميليشيات تنظيم الدولة في سرت وتحرر قاعة واداغودو من قبضته، وتتكبد مقابل ذلك مقتل 13 من جنودها وجرح 110 آخرين لا تلقى الدعم المادي والمعدات والتجهيزات المطلوبة لإتمام عملية البنيان المرصوص في الوقت الذي تقوم فيه الدول الغربية بمساندة حفتر الذي لا تحارب قواته تنظيم الدولة.. ومعلوم أن جيش حفتر لا يمثل الليبيين وقد وصفه ممثل الأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر في حديث سابق له مع صحيفة "دو ديمانش" الفرنسية بأنه "مجموعات من الجيش الليبي القديم وموالون للقذافي ومرتزقة من تشاد وبعض القوى القبلية"، وإذا علمنا أن تنظيم الدولة في سرت مكون في أساسه من فلول القذافي وأن أحمد قذاف الدم ممثل ليبيا السابق في مصر قد أثنى عليه فإن الدعم الغربي لحفتر يضع علامات استفهام كبيرة حول الدور الغربي في ليبيا وأهدافه وخامسا يعد انحياز هذه الدول لحفتر إعادة لحكم القذافي البائد وإعادة للديكتاتورية والفاشية التي ثار عليها الشعب الليبي في عام 2011 فحفتر قال في حديث سابق لقناة ليبية إن الشعب الليبي يحتاج إلى 25 سنة حتى يكون بمقدوره ممارسة الديمقراطية بما يعني محاولة هذه الدول استنساخ تجربة السيسي في ليبيا، وسادسا فقد أفشل وقوف الدول الغربية إلى جانب حفتر جلسات الحوار التي كانت قد عقدت في تونس لرأب الصدع بين الفرقاء الليبيين، وهو الأمر الذي سيطيل أمد الصراع في ليبيا وربما أدخلها لا سمح الله في نفق مظلم لا مخرج منه. وأخيرا، فإن استمرار دعم الدول الغربية لحفتر سيؤدي عاجلا أم آجلا إلى انهيار اتفاق الصخيرات وضياع جهود الأمم المتحدة وهو ما يحتم على الأخيرة مطالبة هذه الدول بالكف عن مساندة فريق على حساب آخر وبالوقوف مع حكومة الوفاق الوطني الشرعية التي جاءت ثمرة لجهودها وتتويجا لحوارات استمرت طويلا بين الأطراف الليبية المختلفة.