18 سبتمبر 2025

تسجيل

وزارة الأوقاف مطالبة ببناء عقول عيالنا وبناتنا قبل بناء المساجد!

26 يوليو 2015

المساجد مطالبة بتنوير المجتمع بأحداث الساعة مع البعد عن الخطب الركيكة والمعلّبة التي لا تخدم المصلين ولا تربطهم بالعصر الذي يعيشونه، مطلوب تشكيل لجنة لمكافحة الإرهاب الفكري مع وضع خطة واستراتيجية وطنية تسعى للتعامل مع الأحداث الجارية في وقت الأزمات الطارئة، تلعب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في كل المجتمعات العربية والإسلامية دوراً مهماً وريادياً في تنوير الرأي العام وتشكيل العقول بما يوافق مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، وبما يتفق مع الفكر المعاصر المستنير الذي يقوم على التمسك بقيم الإسلام الصحيحة ومبادئه التي يجب علينا كمسلمين أول من ينشدها أينما حل أو ارتحل، ولهذا لابد من وضع استراتيجية مدروسة في التعامل مع الأحداث السياسية ومدى تأثير الأفكار المضللة على شبابنا بشكل خاص مع التركيز على الدور الإعلامي التوعوي لتلافي هذه المسألة، ومنها تعديل الطرق في التعامل مع خطب المساجد . وما زال – مع الأسف - الكثير من أبناء المسلمين يجهلون حقيقة الإسلام ومبادئه التي ناشد بها منذ أكثر من 1400 سنة، والمطلوب منا أن نكون أكثر تفهما لهذا الدين ونشر أفكاره ومبادئه السمحة بما يساير الواقع والسير على الطريق القويم . الدور المنوط بالأوقاف وزارة الأوقاف في أي مجتمع من المجتمعات يجب أن تلعب دورها المنوط بها من خلال العمل على تحقيق الكثير من العوامل لتحقيق الاستراتيجية التي يجب لعبها في كافة الظروف، ومنها ما نمر به اليوم من ظروف سياسية عصيبة تحدق بالمنطقة الخليجية والعربية والإسلامية، حيث ظهرت الأفكار المتطرفة والمضللة التي استطاعت أن تجذب الشباب وتؤثر فيه بشكل كبير وجعلته يبتعد عن دينه وحقيقة هذا الدين عبر مسميات وأفكار ما أنزل الله بها من سلطان، فقد هب الشباب لتلقي هذه الأفكار عن طريق احتوائه للدفاع عن بعض الأفكار الوهمية التي تقوم على تحميس هذا الشباب للانخراط تحت لواء الأفكار المضللة والله هو الذي يعلم حقيقة ذلك . التعامل مع الأفكار المغلوطة والمحزن في الأمر أن هذا الشباب يتلقى أوامر أصحاب تلك الأفكار دون أن يجد من يوجهه أو يرشده لكي لا يعتنق ذلك الفكر، وأنا – في الحقيقة – ألوم الجهات الدينية والتنويرية التي غفلت عن هذه الناحية، فخطباء المساجد في قطر – مثلا - يتحملون كل هذه الكوارث التي تحدث في المنطقة للأسباب الآتية: أولاً: إن أغلب الخطباء في قطر – مثلا – لا يحملون الجنسية القطرية ولا يحيطون بآلام المجتمع وما يؤثر فيه داخليا وخارجيا. ثانياً: إن الخطب الأسبوعية ليوم الجمعة ما زالت بعيدة كل البعد عن الواقع وأحداث العصر ومنها الأحداث الاجتماعية والسياسية على وجه الخصوص . ثالثاً: قضايا العصر السياسية يجب أن تكون من الأولويات التي تركز عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في خطب الجمعة والدروس الأسبوعية في المساجد وبطريقة مرنة ومحببة للشباب بعيدا عن الغلو والتعصب . رابعاً: الانفتاح على الثقافات الأخرى يكون من باب الاستماع للآخر عبر الحوار البناء والهادف ويتم ذلك من خلال التعريف بهذا المبدأ عبر الخطب والدروس. خامساً: تبيان حقيقة الإسلام ومبادئ ديننا الحنيف يجب أن يتشربه شبابنا عبر المساجد والبيوت والمدارس مع عدم نسيان الدور المؤثر لشتى وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة لما للإعلام من آثار إيجابية وسلبية على الرأي العام في هذا الوقت الذي تعيش فصله ساعة بساعة ولحظة بلحظة . سادساً: وزارة الأوقاف ما زالت مغيبة عن الحملات الإعلامية والدعائية في مجال تنوير وتوعية الرأي العام حول أحداث العنف التي وقعت في المنطقة وحان الأوان لإرشاد شبابنا للابتعاد عن تلك الأفكار المضللة والشاذة التي قد تكون منتشرة في كل بلدان المنطقة . سابعا: تبني الأفكار المضللة التي تقودها بعض الجماعات الإرهابية والتي تسمي نفسها باسم "الاسلامية" هي في حقيقة الأمر من القضايا التي لا يجب التساهل معها، لأنها أثرت في تغيير الفكر لدى شبابنا الذي اعتنقه دون دراية بل وغرر به لأنه خدع دون الشعور بذلك . ثامنا: لابد كذلك من تشكيل مجموعات من المتطوعين للإشراف على المساجد من باب تنوير المجتمع وحماية تلك المساجد من العبث بها وبأمنها وأنشطتها وقت الصلوات وأثناء خلوها من المصلين أيضا لضبط الأمن وعدم إثارة أية بلبلة . تاسعا: الاهتمام بتوعية المرأة بقضايا عصرها وحفظها من الأفكار المضللة التي غزت المرأة مؤخرا مع إيجاد الحلول الناجعة في توجيهها وتنويرها بالطرق الميسرة بعيدا عن التكلف والتعقيد . من هنا فإن دور وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية يجب ألا يقف موقف المتفرج في مثل هذه الظروف التي تعصف بدول المنطقة ولا تحرك ساكنا، بل إن العمل في مواجهة تلك الأفكار المضللة للشباب لابد أن تكون قد بدأت لحماية شبابنا من الانحراف ووقايته من كل ما يعرضهم ويعرض مجتمعهم إلى الخطر والولوج في مرحلة لا نهاية لها من العنف تحت ذريعة الإسلام الصحيح وتبني الأفكار المنحرفة لتحقيق أجندات ومخططات خارجية استطاعت أن تغذي شبابنا بها دون علمهم بسبب غياب الدور التوعوي من قبل الجهات التي تتحمل وزر كل ذلك في ظل غياب تام للجهات التي يجب أن تلعب دورها الكبير في رعاية هؤلاء الشباب الذين يتأثرون بكل صغيرة وكبيرة ! وأرى أن وزارة الأوقاف ليست المسؤولة الوحيدة عن هؤلاء الشباب، لأن الجهات التربوية أيضا تتحمل الجزء المكمل لوزارة الأوقاف في تنوير الشباب وتوعيته بما يحدق بالمنطقة من أحداث سياسية، فالمدرسة تلعب دورها الريادي في تصحيح المفاهيم وعدم غسل الأدمغة بما يفدنا من الخارج عبر تلك الأفكار المضللة التي تستهوي هذا الشباب وهو في عمر الزهور . ولا شك أن ما حدث من أعمال إجرامية مؤخرا في المملكة العربية السعودية و الكويت يجعلنا أكثر تيقظا وانتباها من أي وقت مضى، فقد حان الوقت لأخذ تلك الجرائم بجدية تامة، فنحن لسنا ببعيد عن تلك الأحداث غير الإنسانية، ومطلوب التكاتف في مثل هذه الظروف لتنوير المجتمع وحمايته من أي أعمال عنف في المستقبل. في الختام نؤكد على أن دور وزارة الأوقاف يجب أن يكون أكثر حزما في التعامل مع دور العبادة من أجل تنوير الناس وتثقيفهم بحقيقة ما يحدث في المنطقة، وأن يكون الجميع على دراية ووعي لكي يشعر الجميع بالطمأنينة والأمان خاصة أننا نعيش في بلد الأمان . كلمة أخيرة لابد من تشكيل لجنة لمكافحة الإرهاب والعنف تكون مهمتها وضع استراتيجية وطنية وإعلامية في التعامل مع الأحداث وبخاصة في وقت الأزمات والكوارث تتبناها وزارة الأوقاف بالتعاون مع مجلس التعليم ووزارة الداخلية بهدف توحيد الجهود وقت الطوارئ.. اللهم احفظ قطر من كل شر.