13 نوفمبر 2025

تسجيل

"لغتنا العربية وضرورة التوسع في نشرها في وقتنا الحاضر" (4)

26 يوليو 2014

مسيرة العربية على مر التاريخ الوسيط:"وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها.". الشورى (7) من منطلق الآية الكريمة السابقة حمل المسلمون الناشرون لدين الله تعالى لغة القرآن الكريم معهم وهنا تتضح لنا عالمية الإسلام منذ بزوغ الإسلام كما تتضح كذلك في قوله تعالى: "تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا" الفرقان (1) وقوله تعالى: "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون" سبأ (28) وهنا تتضح لنا رسالة الإسلام العالمية وقد ارتبطت به لغة الكتاب الكريم وأصبحت لغة عالمية، ولغة قوية للعالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه.فالعراق والشام مثلاً، حيث المناذرة والغساسنة الذين يعرفون العربية قبل الإسلام جيداً، قد اكتمل تعريبهم تماماً في ظل الإسلام، يضاف إلى ذلك اتساع رقعة البلاد التي أصبحت تتكلم العربية وتكتب بها، ويكفي أن نذكر أن العربية كانت قبل الإسلام محصورة في شبه الجزيرة العربية في الركن الجنوبي الغربي من قارة آسيا، فإن عدد الذين يتكلمون بها ويكتبون في إفريقيا الآن يصل إلى حوالي %70 من مجموع المتكلمين بها القارئين الكاتبين.لقد كانت العربية في صدر الإسلام، لغة الدولة الإسلامية الممتدة، دون انقطاع من الصين شرقاً إلى حدود فرنسا غرباً. وفي إمكان المرء أن يتمثل أن هذا العالم المترامي الأطراف لا يحتاج فيه المسافر إلى غير اللغة العربية لغة القرآن والحديث الشريف والتراث الإسلامي. ولا يحتاج لغير الكتابة بالحروف العربية التي دُوِّن بها المصحف الشريف على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.وإن للمرء كذلك أن يتمثل الجماعات الأبية التي وصل إليها الإنقاذ الإسلامي وقد تخلت عن معتقداتها السابقة ولغاتها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها، واعتنقت الإسلام عن طواعية، واحتضنت اللغة العربية، وهضمت الثقافة الإسلامية فأجادت الهضم والتعبير. لقد كان تطبيق الإسلام هو السبب في إقبال الناس على الدخول في هذا الدين أفواجاً.إن خير برهان على نجاح العربية في القيام بالدور العالمي لأول مرة في التاريخ، أن المسافر – كما سبق أن ذكرنا – في تلك الدولة الإسلامية لم يكن يحتاج إلى استعمال لغة غيرالعربية أو استعمال كتابة غير الكتابة العربية الإسلامية التي دون بها المصحف الشريف.هذه الحقائق الرائعة لم تخف على خصوم الإسلام، فعملوا جاهدين من أجل الكيد للغةالعربية باعتبارها الحزام الذي يشد وسط هذه الأمة الإسلامية التي أراد الله تعالى أن تكون أمة واحدة.إذن علينا – أمام هذا الكيد – نشر العربية على نطاق أوسع لإبطال كيد خصوم الإسلام، لأن نشر العربية لغة القرآن الكريم في حد ذاته مظهرمن مظاهر التعاون على البر والتقوى.