14 سبتمبر 2025
تسجيلدون التقليل من المهام والأدوار الكبيرة التي يقوم بها رجل الاطفاء، فإن هذا الدور يفترض انه يأتي بالأخير، بمعنى عندما تندلع النيران نلجأ الى المهمة الأخيرة، والمتمثلة بالاستعانة بالاطفاء، ولكن لماذا ننتظر للوصول الى مرحلة اندلاع النيران؟ حديث ليس عن الدفاع المدني او رجل المطافئ، وان كنت قد اتخذت مقدمة مقالي للحديث عن ذلك، ولكن حديثي عن ظواهر عديدة، مشاكل تخرج علينا، ثم نتحدث عن علاج، وغالبا ما يكون علاجا وقتيا، او علاجا (مسكنا).لا تذهبوا بعيدا، جميع وسائل الاعلام شهرت سلاحها، وتحدثت بصوت عال، عندما قدم منتخبنا لكرة القدم مستوى فنيا ضعيفا في أ· آسيا، وخرج منها بخفي حنين، وكأن هذا الخروج او المستوى الفني هو نتاج يوم وليلة، او هبط (فجأة) من السماء، ووجهت التهم للجهازين الفني والاداري واللاعبين، ولكن لم نبحث الأسباب الحقيقية للخروج، فما حصل في أ· آسيا هو نتاج تراكمات، فمن منا مثلا تحدث عن مدى ملاءمة الإعداد والمباريات التي لعبها المنتخب قبل بدء البطولة؟ لماذا ننتظر في كل مرة لحين حصول (الاخفاق) حتى نتحدث عن ذلك، كما حدث في كأس الخليج الأخيرة؟ لماذا الانتظار لحين اندلاع (الحريق) ثم طلب النجدة او اللجوء الى رجل الاطفاء؟ كرة القدم ليست القطاع الوحيد، انما جاء الاستشهاد بها لكون الحديث مازال (ساخنا) عن الخروج الحزين، فهناك قطاعات هي الاخرى تنتظر لحين وقوع (الكارثة) حتى تتحرك، وتعمل على علاج المشاكل المتراكمة فيها، ليس من خلال حل جذري، إنما بحل (مؤقت) او (مسكن) لفترة محددة.اشكالية العديد من المؤسسات والوزارات انها لا تعالج مشاكلها أولا بأول، ولا تعمل على تلافي الأخطاء، او الاستفادة من تجاربها او دروس وتجارب الآخرين، انما تنتظر لحين وقوع المشكلة ثم تعمل على علاجها، او البحث عن مخرج للمشكلة، بمعنى آخر الاسراع للاستعانة برجل الاطفاء لإخماد الحريق - المشكلة - الذي اندلع بعد ان ظل لسنوات تحت (الرماد) ينتظر نسمة هواء تكشف عنه ذلك (الرماد).من المهم ألا ننتظر وقوع الحريق حتى نسارع الى اطفائه، بل يجب علينا اتخاذ اجراءات الأمن والسلامة والاحتياطات الكافية، التي تمنع وقوع الحوادث، فاذا ما قمنا بذلك فاننا لن نحتاج الى رجل الاطفاء، لأنه لن يكون لدينا حريق.