12 سبتمبر 2025

تسجيل

«سقطة» الفضائية القطرية

26 يوليو 2005

سقطة جديدة وقعت بها الفضائية القطرية يوم السبت الماضي، فعندما كان العالم بقنواته الفضائية، ومؤسساته الأمنية والاقتصادية والسياسية، منشغلاً بالاعمال الارهابية التي تعرضت لها مدينة شرم الشيخ، كانت الفضائية القطرية العزيزة في واد آخر، بل ربما لم تصلها الاحداث تماما. ليس هذا فقط، فالحديث بعد عمليات الفجر الدامي في ذلك اليوم، كان الحديث ان من بين القتلى والجرحى قطريين، وحتى الظهيرة كانت الفضائيات العربية تتحدث عن وجود قطريين بين القتلى والجرحى، وعلى الرغم من ذلك لم تتوقف فضائيتنا العزيزة عند هذا الحدث، ولم تكلف نفسها عناء الاتصال بالسفارة القطرية بالقاهرة، او السعي للحصول على تصريح رسمي حول هذه القضية المهمة. وليت الامر وقف عند هذا الحد، بل تجاوز ذلك الى ما هو ابعد، فالفضائية القطرية لم تكلف نفسها بايقاف برنامجها "الغنائي"، الذي يبث عند الظهيرة، ففي الوقت الذي يبحث افراد المجتمع عن خبر حول صحة ما يقال عن وجود قطريين بين القتلى او الجرحى، ويدور الحديث في كل مكان بالمجتمع عن هذه القضية، والكل متلهف لمعرفة ذلك، كانت فضائيتنا تبث الاغاني لمختلف الفنانين، دون مراعاة لمشاعر الناس، مواطنين كانوا أم مقيمين، خاصة من الاخوة المصريين، الذين كانوا يتلهفون لمعرفة آخر التطورات على هذا الصعيد. "سقطة" انسانية ومهنية كبيرة وقعت بها الفضائية القطرية، التي لم تقطع ارسالها لتبث هذا الخبر العاجل، ولم تسع الى وقف البرنامج "الغنائي" المستفز لمشاعر المشاهدين، وواصل هذا البرنامج بثه بصورة عادية، عرض فقرات كانت محل استهجان الجميع. كنت يومها اقلب الفضائيات، ثم اعود سريعا الى الفضائية القطرية أملاً في الحصول على معلومة حول صحة ما يقال عن وجود مصابين قطريين بين ضحايا المجزرة المروعة، ومتابعة آخر التطورات على هذا الصعيد، إلا أن املي وامل جميع المشاهدين قد خاب، فقد اتضح ان الفضائية القطرية في خبر "كان"، ويظهر انه لم تصلها اصوات التفجيرات، التي دوت في انحاء العالم، ولم تبق محطة اخبارية، بل حتى المحطات التي ليس لها طابع اخباري قطع العديد منها برامجه للاعلان عن خبر التفجيرات، فيما البقية التي تفعل ذلك سعت الى التنويه عن الحدث، فجميع المحطات قد استنفر طاقمه الفني، الا الفضائية القطرية. هناك خلل تعاني منه الفضائية القطرية منذ فترة، آن الاوان الالتفات اليه، والسعي لعلاج اوجه القصور، فالعزوف عن محطتنا ـ التي كانت في يوم ما في صدارة القنوات التليفزيونية ـ بات واضحا، وهو ما يتطلب اعادة التوازن الى الفضائية القطرية، قبل ان تفقد الكثير من رصيدها، ويكفي ما خسرته من شريحة كبيرة من المشاهدين. ونتمنى لو تقوم الفضائية القطرية بعمل استبيان موضوعي للوقوف على رأي المشاهدين في برامجها، وما اذا كانت القناة تمثل رغبة عند المشاهد ام لا، واعتقد انه لو اجري هذا الاستبيان بموضوعية ومصداقية، ستكتشف فضائيتنا ان رصيدها من المشاهدين آخذ في التقلص والتراجع والتقهقر الى مراحل متدنية جدا، وهو وضع خطير، مطلوب سرعة في اتخاذ خطوات عاجلة لايقاف هذا التراجع، والبحث عن الاسباب الحقيقية التي تقف خلف ذلك، والعمل على النهوض من جديد بالفضائية القطرية.