10 سبتمبر 2025

تسجيل

المبدعون.. المبصرون

26 يونيو 2019

عبر الشاشة الصغيرة، شاهدت حلقة من حلقات برنامج «مقامات» واكتشفت ان هناك مبدعين بحق في مجال الغناء والبحث عن التراث، كان ضيف احدى الحلقات الباحث والمغني المصري الكفيف مصطفى سعيد، وكان بحق مفاجأة من العيار الثقيل بالنسبة لي، طبعاً هذا النموذج الفريد الحافظ للتراث الغنائي والباحث، والمؤسف أننا لا نعرف امثاله عبر خريطة الوطن العربي، امثاله كمبدعين في شتى فنون المعرفة الانسانية كثر، هناك أبو العلاء المعري، وهناك بشار بن برد وطه حسين وعمار الشريعي، وسيد مكاوي، وعبدالله فضالة، ومحمد الساعي والملحن والموزع القطري محمد المري. وكان هناك فنان آخر في الخليج ساهم في تقديم الفن الخليجي الاميز، فن الصوت وهو عبدالله احمد، ولكن بعد هذه السنوات من العمل في مجال الاذاعة اكتشفت اننا مع الاسف نعيش في غيبوبة فنية. فنحن نعرف تاريخ سعد الصغير وشعبان عبدالرحيم وهيفاء وهبي وتاريخ آ – تي – الغناء الذي اكدّ نظرية دارون، ولكن لا نعرف تاريخ المبدعين الحقيقيين، مصطفى سعيد الفنان والباحث في تصوري واحد من اهم الباحثين في مجال الموسيقى العربية. كنز ثري من الدراسات والبحوث، ويجوب العالم بفضل دعم رجل عاشق للموسيقى من رجال المال والاعمال، ولذا فإنه يواصل عطاءه باحثاً عن لحن قديم أو اغنية لفنان ما، غلف بالنسيان في وطنه مصر وفي اوروبا. والسؤال متى يهتم احد الاثرياء في المنطقة لنبش تاريخ الغناء خليجيا، انا اقصد الدراسات العلمية الجادة كالدراسات التي ساهم فيها الدكتور يوسف الدوخي أو الموسيقار غنام الديكان، أو الدراسات الجادة عن محمد بن فارس والذي تصدى له الباحث والشاعر مبارك عمرو العماري، والدراسات المتميزة لقارئ المقام حسين الاعظمي، نعم هناك اثرياء يساهمون في دعم وتشجيع الفن التشكيلي ونقول لهم بالفم المليان «كثر الله خيركم» ولكن جميعاً نتمنى أن يكون بيننا رجل مال واعمال مثل ذلك الرجل الذي تكفل بحق بكل تكاليف المبصر الحقيقي مصطفى سعيد، نعم هو من أخذ على عاتقه ان يبحث هذا الباحث الضرير في كل مكان عن التراث الغنائي العربي، ليس فقط في مصر أو بلاد الشام ولكن في كل مكان، وأخيراً اتمنى ان نرى مثل هذا البرنامج عبر الشاشات التي تنطلق من الدوحة، مثل الريان، والقطرية، لأن هذا البرنامج بحق ثروة في تقديم شكل آخر من الابداع والمبدعين وسلامتكم. [email protected]