11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); متى اتضح الشيء فلا وجه للمعارضة.. فالناظر إلى الأشياء يجدها لا تخرج عن تلك التي فيها اشتباهٌ، فهي محل المعارضات ووقت التشاور لأنها الطريق إلى البيان والتوضيح ويُطلب فيها وجه المصلحة أو التي لا تحتمل إلا معنى واحدًا واضحًا، وقد تعيَّنَت المصلحة فالمجادلة والمعارضة من باب العبَث، والمعارضُ هنا لا يُلتفَت إلى اعتراضاته لأنه مكابِر.. ومَن جادل في الحق بعدما تبيَّن علمه فإنه غالط. فما الموقف إذًا؟ هل نخضع للحقِّ إذا وضح وبان أم نستمر في المجادلة؟ فلماذا يدّعي البعض احتكار الوطنية والذين يريدون خير الوطن لا يسمع لهم أحد. ألم يحن الأوان بعد أن نفتح بابًا للدعوة وللمراجعات الثورية داخل الأحزاب والقوى السياسية في السودان؟ نريد للعلاقات بين الأحزاب والقوى السياسية السودانية أن تكون استراتيجية نموذجية مبنية على روابط قائمة وقوية على ما تحقق على الأرض من مساندة ودعم متبادلين في مختلف القضايا ومن تقارب في وجهات النظر إزاء القضايا التي تهم السودان وأن تكون هنالك شراكة متقدمة بينهم بحيث يثمر التعاون عن نتائج ملموسة وهي وتطرح كل القضايا بشفافية.ففيما يتعلق بموضوع الحوار وما جرى في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من إطلاق خارطة طريق ناقصة لا تكرّس إلا للدولة الفاشلة، وتزيد من شروط التوتر وعدم الاستقرار، فقد كان قرار قوى المعارضة ومن بينها حزب المؤتمر السوداني الانخراط في خيار الانتفاضة والحل السياسي الشامل تنفيذًا لما وعد به قبل سنوات بإطلاق حزب أنموذج يستحقه الشعب السوداني يبشر من بينما يبشر به من حريات وديمقراطية ومساواة بتنمية اقتصادية شاملة ومحاربة للبطالة وتأسيس لشروط الاستقرار. فالمقترح الذي قدم في اجتماع أديس أبابا والقاضي بالحضور بموقف مشترك كان مقترحا جادا ذا مصداقية وواقعية يجدد التزام المعارضة بالحل السياسي والانتفاضة معًا. والخلافات من بعض قوى الإجماع بالداخل بخصوص مخرجات اجتماعات أديس أبابا الأخيرة، يبدو أنها نتاج اعتبار هذه القوى أنّ نداء السودان مصممًا للتسوية مع النظام، بينما يراه ويريده ذوو الإرادة منصّة لوحدة قوى المعارضة حول برنامج متفق عليه للعمل من أجل التغيير وضمان تفادي أي هزات مجتمعية خلال مخاضه أو في فترة الانتقال التي تعقبه.إنّ قوى الإجماع التي فشلت في تحديد موقف من مخرجات اجتماع نداء السودان بباريس في أبريل الماضي، هي التي أقصت نفسها عن اجتماعات أديس أبابا. لكن على الرغم من ذلك يبقى الأمل في أن يظل الإجماع متماسكًا وعضوًا فاعلًا في نداء السودان. لقد ثمّنت اجتماعات أديس أبابا العمل المنجز في إطار صياغة برنامج السياسات البديلة وأهمية الإسراع في إكماله وأمّنت على ضرورة الإسراع في تفعيل المقررات وإكمال تسمية الهياكل للنداء لتوسيع المهام ووحدة المعارضة كشرط لا غنى عنه لفعالية العمل الوطني.. وبينما فارقت محطة خارطة الطريق مسار قراري مجلس السلم والأمن الإفريقي 456 و539 ولم تهتم بالشروط المعلنة من المعارضة للانخراط في حوار جدي ضخّت الاجتماعات وقودا جديدًا للتحرك في مسار العملية السياسية فبالوثيقة المضافة في اجتماعات أديس أبابا كمقترح لكسر الجمود سيضمن السودانيون حوارًا متكافئًا وجادًّا ومثمرًا يسبقه اجتماع تمهيدي يناقش المسائل الإجرائية وشروط تهيئة المناخ للحوار المعلومة للكافة والتزام الجميع بتنفيذ مخرجات الحوار عبر حكومة انتقالية.. وإذا تم رفض ذلك فلا مجال لأي حوار مع النظام.ولعلّ المتابعين قد فطنوا لأولى ردود فعل النظام وإعلان حزبه "المؤتمر الوطني" رفضه للمذكرة التي طالبت قوى (نداء السودان) بإضافتها إلى خارطة الطريق وأسموه بالتكتيك الصغير، بالقول "إن على المعارضة أن تقبل خارطة الطريق كاملة أو ترفضها بأكملها"، وهو موقف يعكس الجهل والغيّ الذي يتمترس فيهما النظام. ذلك أن هذا النظام يعاني شح الموارد، ويترك للقوات التي تقاتل لجانبه حرية تمويل نفسها من دماء الشعب السوداني، ما سيؤدي بالتأكيد إلى صدام بين هذه القوات فتضعف فرص التسوية لأن هذه القوى المسلحة ليست متفقة وتتقاطع مصالحها مع أي تسوية محتملة وفي مثل هذه الحالة من الاحتقان لن تكون المواجهة المسلحة بين ميليشيات النظام وانهيار الدولة ببعيدة.إنّ على جميع قوى المعارضة الاستعداد لمواجهة مثل هذه الاحتمالات والتعقيدات بشجاعة وعمق وعدم الركون للكسل والتمني وعلى المعارضة التصدي بأدوار مسؤولة والتعاطي مع كيفية إدماج السلاح في أيّ عملية للانتقال والكفّ عن النظرات الضيقة والاتهامات البائسة التي لا تنتج سوى إشاعة جو من التشويش على المواقف والتربص بالآخرين.. أن اجتماع أديس أبابا كان فرصة للمعارضة لتطوير وحدتها وقرارها، والتأكيد على جدية حزب المؤتمر السوداني ضمن قوى نداء السودان في متابعة قضايا الشعب الأساسية والمحافظة على تحالف نداء وموقفه الثابت بآليتيه الانتفاضة والحوار المشروط.