12 سبتمبر 2025
تسجيلسافر الشيخ إبراهيم الأنصاري - رحمه الله - عام 1344 ه من بندر (مغوه) إلى دبي في سفينة كان قصدها دبي، حيث بقي بها ثلاثة أشهر ثم تابع الخان طلب رجوع الشيخ، فرجع إلى لنجة وبقي بها أيامًا يسيرة أوصل فيها أهله إلى جفر مسلم، ثم توجه إلى البحرين وأنا معه وكنت في سن التاسعة آنذاك، ثم توجه بحرًا، ثم إلى قطر.وفي اليوم الثاني ونحن في البحرين، وكان ذلك إبان حكم حياة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة - رحمه الله - وعلم الوالد أنه يجلس في المحكمة، بجوار سوق الخميس يستقبل الناس، فذهب إليه وكنت معه، وسلم وسلمت عليه، وسأل الوالد بعد أن قبلني:هل هذا ابنك؟ فأجابه الوالد - رحمه الله -: نعم، فدعا لي - رحمه الله - بالبركة، وأذكر فيما أذكر أن الشيخ عيسى - رحمه الله كان قصير القامة كث اللحية أبيض اللون مشربًا بحمرة، عليه وقار، يحمل العصى ويلبس البرقاء والشطفة وغترة الشال، وكان معه ابنه حمد - رحمه الله - أطول رجل في آل خليفة، حنظي اللون، يميل إلى السمرة، مهيب في مظهره، طيب في خلقه، يحترم والده، ويمشي خلفه.يقول - رحمه الله - نزلت مع والدي الشيخ من السفينة إلى السوق، وكان مزدحمًا بالناس وأذكر أنني لشدة الزحام انقطعت من الوالد وضعت منه، وبحثت عنه فلم أجده، فرجعت إلى طريقة يسيرة، وهي أن أذهب إلى السفينة ليكون فيها الملتقى، وفعلًا رجعت إليها، وكانت هذه السفينة ملكًا لأحد القطريين من الخور فذهبت إلى السفينة وتلقاني فيها أحد القطريين فأخذ بيدي ووجدني متكدرًا، تكاد العبرات تحنقني وسألني عما بي فأخبرته بأنني تهت وانقطعت عن الوالد، فأجابني: الحمد لله أن وصلت السفينة، فأخبرته بأنني متكدر من أجل الوالد فقال لي: بارك الله فيك هذا الوالد قد وصل وإذا بالوالد - رحمه الله- فيما أن رآني حتى ضحك ضحكة الفرح ونزل إلى السفينة وقبلني، وطال الوقت.وفي المساء سافرنا إلى الخور بنفس السفينة.عدنا إلى الخور، وتلقانا الجماعة بها بالبشر والترحاب، وكانت إقامتنا في مجلس صالح بن أحمد بومطر مدة ثلاثة أشهر، ولعل القارئ يذكر الصلة التي بين الوالد وبينه من الفصل الأول وهو زوج الرضيعة شيخة.ثم تزوج الوالد - رحمه الله - والدة محمد بن عثمان وانتقل إلى البيت الذي تسكنه واشترى هذا البيت وصار ملكًا له.استقام رحمه الله بالخور بعد أن تزوج وكان قاضيًا بها، وكانت الخور آنذاك تعتبر بمثابة العاصمة الثانية بعد الدوحة، وكانت تتبعها قرى وبلدان عديدة عامرة بالناس من مختلف القبائل.كان يعمل قاضيًا شرعيًا، وبدون مقابل، ولم يكن له مرتب من الدولة ولم يطمع في ذلك، وإنما كان عمله تطوعًا منه، تحال إليه القضايا من حاكم البلاد الشيخ قاسم بن ثاني.