20 سبتمبر 2025
تسجيليتوجه أكثر من ثلاثين مليونًا إلى صناديق الاقتراع منذ الصباح، للإدلاء بآرائهم في بقاء بلدهم ضمن الاتحاد الأوروبي من عدمه.. وفي المساء تنتهي العملية، ومع فجر اليوم التالي تبدأ تظهر النتائج لتكتمل قبل أن ينتصف اليوم ويتم الإعلان عن النتيجة النهائية، وينتشر الخبر في العالم، ويقبل كل فريق نتيجة الاستفتاء وتنتهي المسألة.نعم انتهت المسألة في غضون أربع وعشرين ساعة، لا الحياة تعطلت في بريطانيا، ولا حدث شغب وفوضى، ولا سالت دماء أو ما شابه من عمليات تخريب، تنتج عن مثل هذه العمليات في أقطار كثيرة من العالم.لا يهمنا نتيجة الاستفتاء البريطاني، فهي خاصة بشعب ظل يناقش الأمر فترة كافية عبر وسائل متعددة، حتى جاء يوم التصويت، فأدلى كل مواطن برأيه، وظهرت النتيجة واحترم كل طرف رأي الآخر.. لا تعنيف ولا تخوين ولا تشكيك.الشعوب حين ترى رأيها ذا اعتبار وقيمة ووزن من قبل الجهة الحاكمة، لن تتردد أبدًا في أن تشارك بفعالية في أي مسألة تهم أوطانها. لكن حين يكون التسفيه والتقليل من شأنهم، أو التزوير والتلاعب في النتائج بعد ذلك، فإنه غالبًا ما ينتج عن ذلك إحجام عن المشاركة، ويؤدي بالضرورة مع مرور الوقت إلى بلادة حس وسلبية وعزوف، فتجد كل أحد وقد صار لا يهمه سوى نفسه ومصلحته، يقدمها على مصلحة الوطن في كثير من الأمور، وهذا ما فطنت إليه كل الأنظمة التي لا تريد أن يشاركها القرار في إدارة البلاد، أي قوة مؤثرة كقوة الشعوب حين تعي الأمور حولها.أبرز ما يلفت الانتباه في الاستفتاء البريطاني هو الاحترام الذي كان سائدًا العملية كلها، بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء وإن كانت سلبية أم إيجابية على البلد، فالأهم هو أن الشعب كان صاحب القرار التاريخي والمصيري، ولم تحتكر فئة تزعم أنها الوحيدة التي تفهم وتعي وترى وتقدر، كما الحاصل في جغرافيات كثيرة على هذه المعمورة.