الإمام الشافعي رحمه الله

جميل أن نقرأ ما قالوا وأن نتأمل ما سطرته أيديهم، تلك السلسلة الذهبية التي مبدؤها الصحابة الكرام ومنتهاها الأئمة الأعلام فرضي الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحم الله أئمتنا وعلماءنا وقادتنا ودعاتنا وأهل الصلاح والإصلاح ومن سار على دربهم واقتفى أثرهم، قالوا وكتبوا لله، وأخلصوا العمل وصدقوا في التوجه، فبارك الله في أعمالهم وأقوالهم، وما زالت الأمة تتداول ما قالوا وما كتبوا، وتحب أن تقرأ لهم وتستقي من بحورهم الزاخرة، وعلومهم النافعة، التي اغترفوها من إمام الهدى عليه الصلاة والسلام، وهم ما عرفوا الشهرة ولا عرفتهم، ولسوف تبقى هذه النماذج حية بصفحاتها الناصعة لأهل الأرض على امتداد الأيام، قدوة للأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حملوا هذا الدين بقوة وإخلاص وبإيمان عميق، وفهم دقيق، وعمل متواصل لتبليغه للعالمين. فمن روائع فقيه السُنة الأكبر الإمام الشافعي رحمه الله:-" أبين ما في الإنسان ضعفه, فمن شهد الضعف من نفسه نال الاستقامة مع الله تعالى "." اللبيب العاقل هو الفطن المتغافل "." رضا الناس غاية لا تدرك, وليس إلى السلامة من ألسنة الناس سبيل, فعليك بما ينفعك فالزمه "." من أحب أن يقضى له بالحسنى, فليحسن بالناس الظن. "" إن لم يكن العلماء العاملون أولياء الله, فلا أعلم لله وليّا "." إذا أنت خفت على عملك العجب, فانظر: رضا من تطلب, وفي أي ثواب ترغب, ومن أي عقاب ترهب, وأي عافية تشكر, وأي بلاء تذكر .فانك إذا تفكرت في واحدة من هذه الخصال, صغر في عينك عملك "." العلم ما نفع ليس ما حفظ "." استعينوا على الكلام بالصمت, وعلى الاستنباط بالفكر"."ما أحد إلا وله محب ومبغض, فإن كان لا بدّ من ذلك, فليكن المرء مع أهل طاعة الله عز وجل "." أرفع الناس قدرا من لا يرى قدره, وأكثرهم فضلا من لا يرى فضله. "" وأخيراً..." قال عنه أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله " ما رأيت رجلاً أعقل من الشافعي"، وفي رواية: " ما رأيت رجلاً قط أعقل ولا أورع ولا أفصح من الشافعي". وقال يونس بن عبد الأعلى رحمه الله " ما رأيت أحداً أعقل من الشافعي، لو جُمِعت أمة فجعلت في عقل الشافعي، لوسعهم عقله ".إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم