19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); حملة تضليل وخداع جديدة يشنها هذه الأيام بنيامين نتنياهو رئيس حكومة العدو الصهيوني بخصوص المفاوضات وحل الدولتين.طبعا هذا الرجل (نتنياهو) كاذب، ومحترف كذب، وليس فقط مخادعا، فقد سبق وأن نفى تراجعه عن التزام أعلنه قبل سنوات بالسعي للتوصل لحل سلمي مع الفلسطينيين يقوم على أساس وجود دولتين، كما لا يوجد أي مؤشرات على توضيح ما قاله الذي لا يخرج عن محاولاته المستميتة لتحسين صورته المشوّهة.ويأتي النفي بعد نقل وسائل الإعلام الإسرائيلية عن بيان لحزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو القول إن الأخير تراجع عن تعهد سابق بالموافقة على إقامة دولة فلسطينية كحل للصراع مع الفلسطينيين، ونشر الحزب هذه التصريحات على ما يبدو لدحض تقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق وأشارت إلى أن نتنياهو تفاوض خلال فترة ولاية سابقة على انسحاب واسع من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.هذه التصريحات الإسرائيلية من نتنياهو والليكود تأتي استباقاً للحراك الفرنسي والعربي لوضع مبادرة إقليمية تلزم إسرائيل بالانسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة وفق جدول زمني وبمرجعيات دولية، إلا أن نتنياهو هنا يطالب بالعودة إلى استئناف المفاوضات، ولكن، دون محتوى أو تطور يذكر، عما سبق من جولات تفاوضية، كانت جميعها تنتهي إلى الفشل، أو الإفشال المتعمد، وحين كان يجري إفراغ المفاوضات من أي محتوى، أو سمات تفاوضية، وكل ما كان يستهدفه مفاوضو الاحتلال إفشال المفاوضات، وعودة الكل وسلالهم فارغة،... وهكذا دواليك، في كل جولات التفاوض التي أعقبت تفاهمات أوسلو العام 1993، وهذا يعكس بالطبع توجها لديه وعدم جدية في إنهاء الاحتلال من خلال الاستمرار في توسيع المستوطنات على حساب أراضي الضفة الغربية والقدس.لا يخفى على أحد من الأطراف الدولية مسعى نتنياهو من وراء إعادة العزف على اسطوانة حل الدولتين والتفاوض، هو التخلص من الضغوط الدولية على حكومته المتطرفة ليس إلا.فكيف يمكن التفاوض مع الفلسطينيين في الوقت الذي تنسف فيه السلطة المحتلة مقومات وإمكانية قيام دولة فلسطينية بابتلاع الأراضي وبزرع المزيد من المستوطنات والتوسع الاستيطاني، وبشروط لا تُبقي أي سيادة عربية على أي جزء من الأراضي الفلسطينية، وفي مقدمة هذه الشروط ما يسميه "نظام أمني مستمر لإسرائيل في يهودا والسامرة"، أي الضفة الغربية، وما لم يوضحه نتنياهو قام وزير جيشه يعلون بتوضيحه حينما قال: "لا أرى تسوية مستقرة في عهد حياتي".ويندرج ما قاله نتنياهو ويعلون في إطار سياسة إسرائيلية رسمية تقوم على مبدأ إدارة الصراع وليس حله، وكسب الوقت والعلاقات العامة لامتصاص نقمة العالم على سياسات إسرائيل الرسمية وممارساتها الاستيطانية والقمعية للشعب الفلسطيني، لقد باتت هذه اللعبة مكشوفة ولا تجد من يدافع عنها في العالم.إن الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها نتنياهو هي التي أفشلت فرص المفاوضات والسلام كافة، في حين أوفت السلطة الفلسطينية بجميع التزاماتها من أجل إنجاح المفاوضات والسلام، وهذا بشهادة أطراف الرباعية الدولية والمجتمع الدولي، فكيف يمكن أن نفهم نتنياهو؟! وإلى الخميس المقبل.