20 سبتمبر 2025

تسجيل

فلسطين.. أرض الله المباركة (9)

26 يونيو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); خسر قوم موسى الأرض المقدّسة في ظرف كانوا فيه من أكثر خلق الله شرا وسوءًا، ويقول أرمياه،أحد أنبياء اليهود في (سفر ارمياه)، تحت عنوان وعد الرب بعقاب يهوذا: "..من الشمال يكون تدفّق الشرّ على جميع سكان الأرض.أني ها أنا داعٍ جميع عشائر الممالك الشمالية ليأتوا. فينصب كل واحد منهم عرشه عند مدخل بوابات أورشليم وعلى جميع أسوارها المحيطة بها وعلى جميع مدن يهوذا. وأصدر عليهم حكم قضائي من أجل كل شرّهم لأنهم تركوني. وأحرقوا بخورا لآلهة أخرى وعبدوا صنعة أيديهم". وجاء في سفر حزقيال،تحت عنوان (إسرائيل الخائنة): "حقاً يا ذريّة يعقوب. قد كنتم غير أمناء لي. مثل زوجة غادرة تخلّتْ عن زوجها"، وفي الإصحاح السابع تحت عنوان (ضلال شعب يهوذا وفجوره):"تسرقون وتقتلون وتزنون وتحلفون زورا وتبخّرون للبعل(إله الخصب عند الفينيقيين انتشرت عبادته بين الإسرائيليين فقاومها الأنبياء) وتضلّون وراء الأوثان التي لم تعرفوها،ثم تمثلون في حضرتي في هذا الهيكل الذي دعي باسمي قائلين قد نجونا، ثم ترتكبون جميع هذه الرجاسات". ويقول المفكّر الفرنسي غوستاف لوبون: "وأما مملكة الأسباط العشرة التي أقامها يَرُبعام متّخذا شكيم(نابلس) ثم السامرة(سبسطية) عاصمة لها. فقد كانت مسرحا لأفظع الفجائع. وما كان يقع فيها من اغتصاب ومذابح واستعانة بالأجنبي. فقد أثار ازدراء الأمم المجاورة دوما. فلم تنفك هذه الأمم تطالب بإبادة بؤرة التمرد والفوضى تلك".بزوال نعمة الأرض المباركة من اليهود، على يد الملك سرجون الثاني الآشوري ومن بعده ابنه سنحاريب. والملك نبوخذ نصّر البابلي، جاء الإمبراطور الفارسي قورش ومن ثمّ الإسكندر المقدوني، فبتاليموس(بطليموس) اليوناني،فالروماني بومبي،ومن بعده طيطوس(تيتوس)، فإليوس هادريان،إلى أن اعتنقت روما الرسمية الديانة المسيحية،فدان تبعا لذلك أهل الأرض المقدسة للمسيحية، وجعلهم الله كما وعد نبيّه عيسى عليه السلام،كما تخبرنا الآية الكريمة آنفا (سورة آل عمران)، فوق الذين كفروا من يهود ومشركين إلى يوم القيامة. انتقلت ملكية فلسطين "الأرض المقدسة والمباركة" من الناحية الدينية،لأتباع الرسالة اللاحقة التي جاء بها النبي عيسى ابن مريم عليه السلام المكمّلة لتشريع النبي موسى عليه السلام،فآمن برسالته من آمن من أهل الأرض المباركة عموما ومن أهل فلسطين بخاصة،إلاّ من أبى من يهود الأرض المقدّسة الذين حاربوه بكل الوسائل والطرق رافضين الاعتراف بنبوته وبرسالته، قال الله تعالى في سورة (آل عمران): " إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَىٰ إِني مُتَوَفيكَ وَرَافِعُكَ إلى وَمُطَهرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوْقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ ثُمَّ إلىّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ".وبقيت الأوضاع على حالها إلى أن أرسل الله الصادق الأمين رحمة للعالمين، فبات لزاما أن تبقى ملكية هذه الأرض لعباده المؤمنين الصالحين الموحّدين،ففي أغسطس من عام 636 ميلادي سلّم بطريرك القدس "صفرونيوس" مفاتيح المدينة المقدّسة "بيت المقدس" إلى الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فتحقق وعد الله عز وجل مجددا في كتابه الكريم في (سورة الأنبياء):"وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ ". لعل فيما سبق من دلائل وشواهد ما يؤكد على مصداقية كون أرض فلسطين جائزة وهبة ربّانية للمؤمنين من عباده ما داموا ثابتين على الحق والعهد، وراعين لحرمات الله، وتضيع منهم عندما يدب الكفر والفساد في القلوب والعقول..وإلى الغد بمشيئة الله..