15 سبتمبر 2025

تسجيل

هل نسمح لهم في رمضان؟!

26 يونيو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بكل فجاجة، سيظهر رمضان هذا العام كسابقه - محملاً بألوان المسلسلات الساخنة والناعمة والبرامج المشغولة بتتبع حال الفنانين وأخبارهم وميولهم السياسية التي هي بالطبع لابد أن تكون متوافقة تماماً مع المناخات الحكومية العامة.ولكن الجديد في السنتين الماضيتين تحديداً، وهذه السنة خصوصاً أنَّ هذه المسلسلات التي لا تراعي لرمضان حرمة، ولا لخصوصية الشهر قيمة، ستبث ومن خلال الجداول المعلنة لكبرى المحطات العربية في وسط النهار وقبل المغرب!وربما اتجهت بعض هذه المحطات لشخصية دينية تُطعِّم بها الجو الملوَّث، في حين قررت إحدى كبرى المحطات عدم السماح لأي شخصية دينية هذه المرة.إن كل هذه القنوات بداعميها ومعلنيها يراهنون على الجمهور الذي تم التلاعب معه بحرفية سنة وراء سنة، بكل البرامج والمسلسلات والمسابقات.إنهم على يقين تام أن صياغتهم للعقول والنفوس آتت أكلها، وعرفوا مدى الغرق الذي وصل له الجمهور في قبول تفاهات البرامج وأحط الاهتمامات، مع حبكة في الشكل، وضخٍّ هائلٍ لزخرفة القول فضلاً عن الشكل.إن رمضان الإعلام فيه صار حملة موجَّهة، ويكابر الحقيقة من يظن أن المسألة هي مجرد كسب مادي، ورضا الجمهور.بل بكل وضوح وتتبع أن المسألة هي مراهنة على صياغة مفهوم جديد لرمضان، وأن المتعة فيه يجب أن تبلغ ذروتها بصحبة العائلة!!وعلى صعيد آخر، تجد المقاهي ومن بعد الإفطار لساعات الليل المتأخرة هي الأخرى لها بروتوكولها الرمضاني، من أغاني العواطف، وحتى مشاركة السهرة لإحدى الراقصات!وهذا الهجوم بجحافله، رقَّق كثيراً من القيم والآداب والمكارم، وهوَّن العظائم والمنكرات في هذا الشهر الكريم.وساءني أحد الأصدقاء الإعلاميين النافذين أن أخبرني بأن نسبة الصائمين من الشباب في بلاده قد لا تتجاوز (50%).. ومباشرة سألته عن كيفية هذه الحسبة، فقال بلا تردد: انزل المطاعم، والجامعات والمولات، وشوف بنفسك، وكان بجواره شخص مخضرم من نفس الدولة العربية المسلمة، مكتفياً بهزِّ رأسه!!والشاهد بالشاهد يُذكر، فقد اتصلت العام الماضي بشخص أعرفه جيداً في قناة عربية مشهورة ومتابعة منكراً عليه ومن معه في فريق البرامج بث مسلسل من بطولة أشهر كوميدي عربي بعد صلاة العصر في رمضان، إذ تناقل الناس عن المسلسل تجاوز الأخلاق والآداب، وحوى كل ما عرف في قواميس الإعلام من كلمات وإيحاءات وتصرفات!، فردَّ بلا كبير عناء: "في النهاية هيدا شغل، ولازم (رينج) المشاهدة يكون عاليا!".إننا لو أردنا أن نعود للدراسات البحثية عن حجم الكوارث الأخلاقية التي تقدمها هذه القنوات من خلال مسلسلاتها وأفلامها وبرامجها، وما حوته تلك الدراسات بالتتبع العلمي الرصين من موضوعات تخل بالعقيدة، والخلق، وإشاعة الرذيلة، وتوطين الفساد، لكان مزلزلاً وكافياً لبيان الحجة، وهجر هذا المستنقع الآسن.. لكننا اليوم نقف وقفة جادة في مواجهة المعلنين الذين يصرِّون على أنَّ نسب المشاهدة في تلك القنوات هي الضامن لبقائهم في سوق المنافسة، وأن البديل غير متوفر.إن هؤلاء المعلنين قد نتفهم دعمهم لبرامج جيدة، أو نصف جيدة، ليحققوا هدفهم، ويضربوا عصفورين بحجر كما يقال.. أما سياسة الدعم المباشر لمجرد حضور الجماهير هناك، فهذا هو الذي قوَّاهم، وجعلهم لا يفكرون لا بهموم الجمهور، ولا بمشاكلهم، ولا بالإيمان المتبقي في نفوسهم.بل حدثني مرة المتحدث الرسمي لواحدة من كبرى المحطات العربية أن سياستهم الجديدة فترة الربيع العربي بث المزيد من مسابقات الأغاني وما حولها.وهكذا، سيبقى الحال من عالم الفضاء إلى عالم الأرض، والعكس بالعكس، صدى لكل هذه السوءات وما يُغضب ويغار عليه رب الأرض والسموات.لا أظن أنني أتيت بجديد يهم العقلاء والمستبصرين للحال والواقع جيداً، فهم قد أغنوا أنفسهم، وارتقى إيمانهم، فحموا قلوبهم وأهليهم من هذه القنوات، واتقى الله أصحاب المال منهم فلم يضيعوها في دعم مروجي الموبقات.ولكن القضية هنا هي صرخة ومواجهة للمترددين، ومن تلاعبت بهم الشياطين، وخوَّفتهم على رزقهم ومستقبلهم فضيعوا أموالهم في يد غير أمينة، ليتها اكتفت بالرذيلة، ولكنها اليوم في صلب العمل السياسي ببرامج عدة وأساليب مراوغة؛ لعرقلة وسحق كل مشروع إسلامي وسطي نبيل، يسعى للكرامة أولاً وآخراً.عذراً رمضان؛ فهم لم يتحملوك لشهر واحد.. لأن من كان في ظلمات الجهل ليس من السهولة أن يصعد على منابر الوعي والنور!