15 سبتمبر 2025
تسجيلفي كلمته التي ألقاها أمام مجلس وزراء الخارجية في الدورة الـ41 لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة يوم الأربعاء 18 / 6 الماضي وتناول فيها حادثة أسر الجنود الصهاينة الثلاثة، ورد على لسان رئيس السلطة الفلسطينية عبارات " المستوطنون المختطفون بشرٌ مثلنا، ويجب إعادتهم إلى عائلاتهم "، " نحن نبحث في هذا الحادث ومن فعله يريد أن يدمرنا وسيكون لنا حديث آخر معه أيا كان "، " السلطة الفلسطينية تنسق مع (إسرائيل) من أجل الوصول إلى المستوطنين المفقودين "، " لن أسمح بعودة انتفاضة كانت دمارا على الفلسطينيين ".. أما في دفاعه عن التعاون الأمني بين سلطته والاحتلال وقيامه بتعقب المقاومة فقال: "هذا ليس عاراً وإنما واقع نحن نلتزم به " إلى آخر هذه التصريحات العجيبة التي أثارت سخط الفلسطينيين في الداخل والخارج. الفلسطينيون عبروا عن سخطهم ورفضهم لتصريحاته عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بأكثر من 50 ألف منشور في غضون يومين ونصف كلها تهاجمه؛ فمن قائل " الرئيس.. لا يُمثلنا " لقائل " المستوطنون المخطوفون بشر وأسرانا ليسو بشر! " إلى قائل " خذلتنا يا.. " وغير ذلك من التعليقات.. أما " حنين الزعبي " العضو العربي في الكنيست (الإسرائيلي) فقد وصفته في حديث لها مع برنامج " واجه الصحافة " على القناة العبرية الثانية مساء السبت 21 / 6 بقولها: "يمارس الخيانة بحق الشعب الفلسطيني.. وأضافت " يأمل من وراء هكذا تصريحات تثبيت حكمه في الضفة ".المدافعون عنه يقولون: ما قاله يأتي في سياق (مداراة العدو) و (نوع من الانحناء أمام العاصفة) و(العرب تخلوا عنه فماذا عساه يفعل) و (هو يناور بدبلوماسية " إلا أن تتقوا منهم تقاة ")! وأقول: يمكن أن نتفهم ذلك، لو كان خانه فيه التعبير، أو كان له ولسلطته سياق في مقارعة الاحتلال وتبني خط المقاومة الممكنة - والممكن كثير - ولكن أن يكون هذا سلوكه دائما وهذه قناعاته المؤطرة والممنطقة والتي يجاهر بها فالأمر إذن ليس على هذا النحو.. فما من مرة طلبه شعبه الفلسطيني ليرد عنه إلا افتقده، وما من مرة طلبه العدو إلا وجده.. وماذا نتذكر لنتذكر؟! أنتذكر بكاءه في مؤتمر العقبة على مجازر اليهود في حين لم يتذكر مئات مجازر شعبه على أيديهم؟! أنتذكر فرق الموت التي شكلها محمد دحلان في غزة تحت ولايته وغطائه لإفساد ذات البين الفلسطيني؟! أنتذكر مشاركة رئيس وزرائه " سلام فياض " في مؤتمر هيرتسليا الصهيوني والنصائح " المخلصة " التي قدمها للصهاينة حول كيفية حماية المشروع الصهيوني وإبقائه للأبد؟! أنتذكر تعطيل مندوبه في لجنة حقوق الإنسان بجنيف للتصويت على اعتماد تقرير جولدستون الذي يدين الاحتلال بعدوانه على غزة؟! أليس قد اعترف بلسانه قبل أيام في مقابلة صحفية له بأنه الذي كان يحرض على هدم الأنفاق وعلى حصار غزة؟ أليس بوصفه للانتفاضة بأنها كانت دمارا على الشعب.. أليس يشوه أهم محطات تاريخ النضال الفلسطيني – الانتفاضتين –؟ أليس يشوش بل ويشوه الصورة الذهنية عن الياسين وعرفات وأبو علي مصطفى الذين كانوا شموسا في التاريخ الفلسطيني بتبنيهم الانتفاضتين وقيادتهما؟ وهل من الدبلوماسية في شيء أن يطعن شعبه وثورته وشهداء الانتفاضتين في الوقت الذي يمارس فيه العدو أقسى وأبشع مظاهر الاحتلال عنفا وقهرا واستباحة حرمات؟ أم هو من الانهيار المعنوي الشامل والانفكاك الثقافي الكامل؟ وإذا كان ينهار كل هذا الانهيار وهو في عرينه وبين أهله وعزوته من قادة الأمة الوافدين من كل القارات ؛ فما عساه يقول وماذا عساه يفعل بعد أن يعود لرام الله وبعد أن يصير بين فكي الأسد وتحت مخالبه؟!وإذا كان إلى ما قبل الاجتياح الصهيوني للضفة بساعات يزبد ويرعد ويهدد العدو – على تعطيل التسوية - بأنه سيلجأ للمجتمع الدولي والمنظمات التي انضمت لها سلطته، وأنه يتحدى بالمصالحة العالم كله.. ثم هو اليوم وتحت جناح الخوف ومطرقة الإرهاب يعود ليستجدي وليتعاون.. فما الذي سيمنع العدو بعد اليوم من الاعتقاد والترويج بأن الفلسطينيين لا يفهمون إلا لغة الضرب بالنعال والتلويح بالعصا؟! آخر القول: حتى الرئيس الفلسطيني انضم إلى الباكين على ثلاثة من جنود العدو يقال إن المقاومة أسرتهم، ولكن الشعب الفلسطيني يتعرض لأقسى وأشد محاولات الإذلال والتهويد والقهر ولا بواكي له ولا من يمسح دمعته! ولا حول ولا قوة إلا بالله.