04 أكتوبر 2025

تسجيل

وأخيراً أصبح في وطننا العربي من يتنازل عن الحكم

26 يونيو 2013

عندما تناقلت بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية أن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سوف يسلم الحكم إلى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لم أصدق تلك الأخبار واعتبرتها مجرد شائعة، لأن تاريخ حكامنا العرب يؤكد لنا أن الحاكم العربي لا يمكن أن يتنازل عن الحكم طواعية والشواهد على ذلك عديدة وكثيرة. إن أغلب بل كل حكامنا العرب يتشبثون بالحكم حتى الرمق الأخير من حياتهم مهما حدث لهم من علل وعاهات ومهما تقدم بهم العمر ومهما رفضهم الشعب ومهما تمكن منهم العجز والوهن وهنا استشهد ببعض الحكام العرب الذين أنهوا حياتهم بشكل بائس ومؤلم لهم ولشعبهم رغم أنهم في بداية حكمهم كانوا يحملون شهادة في النضال والجهاد من أجل حرية وطنهم وشعبهم ولعل ذلك ينطبق على الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذي يملك من السيرة الوطنية زخماً رائعاً لكنه رفض تسليم السلطة لغيره رغم تقدمه في السن ومات وهو يمسك بكرسي الحكم. أما المثال الثاني من حكامنا العرب منهم أولئك الذين رفضهم الشعب وثار عليهم ومنهم الرئيس المخلوع حسني مبارك والرئيس الهارب زين العابدين بن علي والرئيس المخلوع أيضاً علي عبدالله صالح، فهؤلاء ورغم أنهم قدموا بعض الخدمات لشعبهم في بداية حياتهم ما عدا الرئيس الهارب بن علي، إلا أنهم عندما تسلموا الحكم رفضوا أن يتنازلوا أو يتخلوا عن الحكم رغم تقدمهم في السن وعجزهم ورغم طول مدة حكمهم التي بلغت حوالي ثلاثين عاما أو أربعين عاما.أما المثال الثالث من حكامنا العرب فهو الرئيس المقتول أو الميت وهذا النوع ينطبق على الرئيس القذافي والذي بدأ حياته بثورة رحب بها جميع العرب وانتهى في مأساة مؤلمة لأنه تخلى عن أهداف تلك الثورة وانحرف بها إلى جبهة غير عربية عندما انحاز إلى القارة الإفريقية وعندما أيضا تضخمت في نفسه روح "الأنا" الدكتاتورية واستمر في الحكم لمدة أربعين عاماً ورفض التنحي أو الاستقالة أو التنازل لغيره وكان مصيره القتل. أما المثال الرابع من حكامنا العرب فهو الحكام الذين انتقلوا إلى جوار ربهم وماتوا وهم في سدة الحكم. كل ذلك يؤكد أن أغلب حكامنا العرب بل كل حكامنا العرب لم يتركوا السلطة إلا في هذه الحالات الموت.. أو  القتل.. أو الهروب.. ونادراً ما نقول أو نسمع "الحاكم العربي السابق" ما عدا لبنان لأنه حالة شاذة والقاعدة لا تحكمها الشواذ. بالأمس نستطيع أن نقول إن في وطننا "حاكما سابقا" عندما سلم حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رغم أن سموه لا يزال يتمتع بصحة جيدة ورغم أن سموه سطر أروع صفحات النهضة في حياة قطر وشعبها ورغم أن شعبه يلتف حوله ويسانده ويدعم خطواته وهذا يؤكد أن سموه يرغب في إتمام مسيرة التطور والنهضة بدماء شابة جديدة وهذا ما أشار إليه في خطابه الأخير وهنا سجل سموه سابقة مهمة في حياة وطننا العربي عندما يقول لنا التاريخ العربي الحديث إن سموه كان "الحاكم السابق" لدولة قطر..