18 سبتمبر 2025
تسجيلسفاراتنا بالخارج هي الوجه المشرق لبلدنا، وسفراؤنا هم النماذج المشرفة التي من المؤمل انها تقدم صورة ناصعة البياض عن دولتنا قيادة وشعبا، تاريخاً وحضارة، أخلاقاً وقيما. . . ، ولا نشكك أبداً في ابنائنا الذين يرابطون في تلك السفارات في مختلف ارجاء العالم. أقول ذلك ونحن نقترب من التنقلات العادية التي تجريها وزارة الخارجية في كل عام في مثل هذا التوقيت تقريباً، لسفرائها بين بلدان مختلفة، أو العودة إلى الدوحة، واختيار عناصر أخرى لتحل محلها، وتكمل مسيرة من كان قبلها. من المهم جداً اختيار العناصر ذات الكفاءة، والتي تستطيع ان تتفاعل مع المحيط الذي تعمل فيه في البلدان التي تتواجد فيها، وتتواصل مع شرائح المجتمع وفئاته المختلفة، وتمتلك رؤية واضحة في كيفية التعاطي مع المجتمع الذي تعمل فيه، ولا نريدها فقط تجلس في مكتبها تنتظر من يأتي اليها.قطر اليوم دولة فاعلة على جميع الأصعدة، إقليميا وعربياً وقارياً ودولياً، وباتت تتبوأ مكانة مرموقة، وتتفاعل مع محيطها وقضايا أمتها بشكل جعل العالم يدعو للاحتذاء بها، والاقتداء بسياستها الحكيمة، وعقلانيتها وموضوعيتها في التعامل مع مختلف الملفات.هذا الدور الفاعل لدولتنا الفتية، يتطلب من ابنائها ان يكونوا على قدر المسؤولية في تمثيلها خارجيا، وسفراؤنا هم الأكثر تحملا لهذا الدور المطلوب. لذلك انتقاء العناصر التي تمثل قطر من السفراء مطلب غاية في الأهمية، وهو ما تعمل عليه وزارة الخارجية ممثلة بمعالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية، حيث تحرص على اختيار العناصر ذات الكفاءة العالية في تأدية المهام المنوطة بها على اكمل وجه.وأعتقد انه من الممكن دعما لتطوير قدرات من يقع عليهم الاختيار ليكونوا سفراء العمل على إقامة دورات تدريبية من أجل المساهمة في تطوير قدراتهم في مجال السلك الدبلوماسي، وليس هذا فقط، بل من المهم كذلك قبل إرسال أي سفير إلى بلد ما ان يتم اعطاؤه معلومات متكاملة عن البلد المرسل اليه، سواء فيما يتعلق بنظامه السياسي أو الاجتماعي أو القبلي أو الحزبي. . . ، وأبرز المحطات في تاريخ ذلك البلد، بل وسلوكيات أفراده، وعاداتهم وتقاليدهم وقيمهم. . . ، بحيث يكون لدى السفير إلمام كامل بذلك البلد، بدلاً من القيام بسلوك ربما يتنافى مع اعراف وتقاليد البلد الذي يعمل فيه، مما قد يوجد حاجزاً أمام التواصل بينه وبين مختلف شرائح وأطياف ذلك المجتمع. وما نأمله كذلك من سفرائنا هو الحرص على تقديم جميع الخدمات للمواطنين القطريين الذين يقومون بزيارة البلدان التي يسافرون إليها، والا يتخذوا من (الأبواب المغلقة) سياسة يتعاملون بها مع المواطنين، فإحدى مهام السفير توفير الدعم والمساندة لأي مواطن إذا اقتضت الأمور.هذه الملاحظات ليست تقليلاً من الدور الذي يقوم به سفراؤنا، انما هي حرص على تطوير أدائهم للأفضل.