10 سبتمبر 2025

تسجيل

وتَرَجّل الشيخ أحمد القطان رحمه الله

26 مايو 2022

نعم رحل وتَرَجّل الفارس المعلم والخطيب المفوّه، وهوى النجم الساطع الشيخ الرباني أحمد القطان عنا يوم الإثنين 22 من شهر شوال 1443 من الهجرة، الموافق 23 مايو 2022 من الميلاد بدولة الكويت الحبيبة -حفظها الله، أرض العلماء والدعاة إلى الله وأرض الإسلام والسلام والعمل الخيري المتميز الرائد، وصُلي عليه رحمه الله ودفن يوم الثلاثاء عصراً وكان وداعاً مهيباً من جميع الأعمار والجنسيات، إنا لله وإنا إليه راجعون. فمن منا لا يعرف الشيخ أحمد القطان، رحمه الله، ومن منا لا يحبه في الله تعالى، ومن منا لا يأنس بسماعه ومشاهدته عندما يخرج علينا من خلال شاشة التلفزيون، أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي، ومن منا لا يحب الجلوس عنده والاستماع له، يأسرك بتواضعه وبمحبته للجميع وبكلماته الإيمانية التربوية التوجيهية، إنه من الدعاة والخطباء والمربين والمؤثرين النوادر صُنَّاع الحياة، رحمه الله!. رحمك الله أيها الشيخ الحبيب الداعية الرباني.. رحمك الله يا صاحب الصوت المميز.. رحمك الله أيها المدافع عن المسجد الأقصى الشريف طوال حياتك إلى أن لقيت ربك الكريم سبحانه وتعالى.. رحمك الله يا من وقفت مدافعاً عن قضايا الأمة بدون استثناء في كل مكان وعريت الطغاة والمستكبرين وأذنابهم في الأرض.. رحمك الله بما قدمته لدينك وأمتك من نُصح وإرشاد وتوجيه وتربية وجهاد بالكلمة الحرة القوية الهادفة من على منبرك منبر الدفاع عن المسجد الأقصى من خلال دروسك ومحاضراتك ولقاءاتك.. رحمك الله كنتَ ثابتاً على الحق لم تعرف التلون ولم تبحث عن الشهرة ولا حتى عن مواطنها.. رحمك الله عشتَ حراً عزيزاً.. رحمك الله كنتَ كريم اليد مرحباً بضيوفك حين يزورونك بكل ما يحمله الكرم والوفاء من معانٍ.. رحمك الله يا من كنتَ تنشر الجمال والتفاؤل والخير بكلماتك في مساحات الحياة، وما أكثر وما أجمل مساحات الخير في الحياة التي كان ينشرها ويبثها أينما حل وارتحل رحمه الله!.. رحمك الله عشت للإسلام وللإسلام وحده جندياً حارساً يقظاً إلى أن لقيت ربك سبحانه.. رحمك الله فهذه الكلمات والترحم عليك تأتيك وتتناثر عليك من كل مكان من الخليج إلى المحيط بل ومن جميع القارات يذكرون مآثرك ويثنون عليك الخير وجميل الخصال والفعال. فقد روى البخاري ومسلم رحمهما الله في صحيحيهما عن أنس رضي الله عنه قال: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "وجبت"، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: "وجبت"، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟، قال: "هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض". فهنيئاً لك يا أبا عبدالله بهذا الظفر من الثناء والذكر الحسن والدعاء لك بالرحمة والمغفرة لك والمحبة من الجميع. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض،..". الحديث. رحم الله الشيخ أحمد القطان وغفر له، وتقبّله في الصالحين، وجزاه عن دينه وأمته ودعوته خير ما يجزي به الدعاة العاملين، والمجاهدين الصادقين، وأن يحشره مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. "ومضة" ومن جميل ما كتبه رحمه الله "على قدر طهارة الأبدان تطهر الأرواح، وعلى قدر طهارة الأرواح تستقيم الأبدان".