الفلسطينيون.. وتأديب الكيان الوهمي (2 - 3)

استطاع أبناء الشعب الفلسطيني أن يخلدوا أجمل ملحمة وطنية في حب الأرض والدفاع عنها بكل شرف وأمانة ضد العدو الغاشم، الذي أهلك الحرث والنسل، وزاد في بطشه من خلال قتل الأطفال بشكل علني ومرعب، فلم يكن يتمتع بالرحمة ولا الشفقة خلال هذه الحرب غير العادلة التي أثبتت للعالم أجمع أن الكيان الصهيوني تلقى شر هزيمة خلال عدة أيام لم تتجاوز الأسبوعين. دروس وعبر لا شك أن عدد القتلى الإسرائيليين يزيد على العشرات، وقد يكون تعدى المئات كما ذكرت بعض المصادر الإخبارية، ولكن الإعلام الإسرائيلي يتحاشى ذكر الأرقام الحقيقية حتى لا تضعف معنويات الجيش المحتل، ويصاب بالإحباط خلال هذه الحرب التي نزلت عليهم كالصاعقة وغير المتوقعة. إذ إنهم كانوا يعتقدون بأن الكفة سترجح انتصارهم في هذه الحرب بكل سهولة لأنهم يمتلكون المال والسلاح بكثرة، ولكن هذه الكثرة لم تنفعهم، لأن الحماس الفلسطيني للدفاع عن الأرض المحتلة كان حاضرا أكثر من الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي فاجأ العدو وباغته في عقر داره دون أن يهمل للخصم أي حسبان، لأنهم يقولون وقت الحروب “الحرب خدعة“. أوروبا تمنع المظاهرات من الملاحظ كذلك أن أغلب البلدان الغربية والأوروبية بوجه خاص قامت بمنع حق التظاهر لتأييد الشعب الفلسطيني في الحرب غير المتكافئة التي ذبحت الأطفال وشردت هذا الشعب البريء عبر هدم المنازل على أهلها، ودك الأبراج لتخويفهم من الدفاع عن أرضهم رغم قلة ما يملكون من وسائل. وأثبتت الحرب أيضاً أن الشعب الفلسطيني كان أقوى من أي سلاح يدار في هذه المعركة، إذ إن السلاح الأمريكي لم يرهبهم ولم يخيفهم أبداً، رغم أن الإعلام الأمريكي والموالي لإسرائيل كان ينصب العداء للفلسطينيين ويخفي جرائم قتل الأطفال بكل وقاحة، مخالفاً كافة حقوق النشر المرئي في العالم، وهذا ما عودنا عليه الإعلام الأمريكي والأوروبي وقت الأزمات والحروب التي توجه لصالحهم. أما شبكة الجزيرة فكانت تحارب من قبل الكيان الصهيوني، لأنها كانت منصفة وعادلة في نشر الحقائق والمعلومات عن الحرب على غزة وبكل شفافية، وأثبتت للعالم أنها لم تتحيز لأي طرف على حساب الأمانة والموضوعية في التعامل مع الحدث سواء كان ذلك بالبث العربي أو الانجليزي، وهو ما اكسبها ثقة الشارعين العربي والغربي. كلمة أخيرة توقفت حرب 2021 التي انتصر فيها الشعب الفلسطيني بنفسه دون مساعدة من أحد، وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخه، ولعل المرات القادمة تشهد المزيد من الانتصارات لهم بعون الله.. اللهم آمين. [email protected]