15 سبتمبر 2025
تسجيلفي كثير من الاوقات يتم طرح بعض الاسئلة، والتي تشكل لغزا محيراً، من هذه الاسئلة، هل لدينا مناهج او مدارس للنقد في الادب العربي؟ ولماذا ندرس مثلاً "البنيوية، التفكيكية، والنقد النسوي وغيرها" مع ان جل نقدنا نقد انطباعي؟ في الغرب وامريكا نلاحظ التأليف المشترك في كل فنون الابداع الانساني، في الشعر، الرواية، الدراما التلفزيونية، ولماذا هذا الاطار غائب عنا؟ هنا قلت لمن يطلق سهامه على الابداع، قلت ماذا تريد؟ قال، لا فض فوه وقل حاسدوه، أسأل عن التأليف المشترك؟ لماذا هذا الشكل غائب او مغيب عنا؟ قلت لو قلبت في سفر الادب تجد ان العرب كانوا الاسبق في هذا الإطار. هل قرأت رسائل اخوان الصفا وخلان الوفي! ان جل ما تم طرحه افكار لمجموعة من فلاسفتهم، ولو قفزت إلى العصر الحديث فهناك العديد من النماذج. خذ عندك.. قال لي: هات ما عندك، قلت: هناك عمل مشترك بين توفيق الحكيم وعميد الادب العربي د. طه حسين، والرواية تحمل عنوان "القصر المسحور" وهذا التعاون بين اكثر من مبدع، ملاحظ عند العديد من الكتاب وبخاصة في مجال الدارما. والمسرح، مثلاً اعمال نجيب الريحاني مع بديع خيري وسمير خفاجة وبهجت قمر، ولدينا في الخليج اسماء عدة "صقر الرشود وعبدالعزيز السريع وغانم السليطي ومحمد الرميحي وعبدالرحيم الصديقي وتيسير عبدالله، اما الأغرب ففي مجال الشعر، هل الأمر مرتبط بإنتاج كل شاعر ام الطرح يشمل ايضاً الافكار، فأنا لا اتصور ان الشاعر رقم (1) يقول عدداً من الابيات ورفيق دربه يكمل بقية القصيدة. ولو حصل هذا مرة واحدة او مرتين فإن لكل شاعر خياله الخاص وثقافته، نعم هناك اغان او اوبريتات للفنان الصديقي وتيسير، ولكن الملاحظ ان هناك دواوين مثل "البرجوازية الصغيرة" للشاعرين صلاح احمد ابراهيم وعلي المك، هنا قد يكون الموضوع قد خلق هذا التجانس بين كليهما في اطار الفكر او الانتماء، وهناك تجربة عبدالرحمن منيف وجبرا ابراهيم جبرا في "عالم بلا خرائط" إذاً التعاون بين اكثر من مبدع أمر وارد. وهناك تجربة خليجية رائدة عبر الشاعر الكبير قاسم حداد وامين صالح في "الجواشن" ولا يمكن ان ننسى ونحن طلبة ان العديد في الكتب الدراسية هي نتاج تأليف جماعي، ولا تخلو مادة من المواد المقررة دون ان يشترك في اعدادها عدد من ابرز الاسماء، أما قطرياً فهناك شراكة بين ابرز اسمين في مجال البحوث والدراسات والسير، واعني الكاتبين الباحثين علي الفياض وعلي شبيب المناعي، كما ان الصديق الدكتور ربيعة صباح الكواري قد اقترح اسمي معه في تأليف كتاب عن ابرز فناني قطر المرحوم عبدالعزيز ناصر، ومن يقوم بجولة في جل المكتبات يكتشف ان كتب الدراسات الأدبية والبحوث يعتمد على فكر اكثر من مؤلف، مناهج النقد الادبي تلعب دورا مهما مؤثراً في خلق اطر تدعم مسيرة النقد عبر اسماء ساهمت ذات يوم وان كانت جل مدارس النقد مرتبطة بالانطباع!. [email protected]