20 سبتمبر 2025

تسجيل

الشاعر الشعبي عبدالله الغالي في ذاكرة الوطن

26 مايو 2018

ينتمي لأسرة كلها شعراء ويعد من الرعيل الأول المؤسس لإذاعة قطر سنة 1968 وبرامج التلفزيون منذ 1974 له عدة إسهامات عبر الكثير من البرامج التي تمس الشعر وحياة الغوص على اللؤلؤ وتراث أهل قطر في البادية عبدالله محمد الغالي المري.. من شعراء قطر الذين فقدناهم بالأمس بعد مسيرة عطاء طويلة للأدب والشعر الشعبي وتوثيق تراث قطر عبر الكثير من البرامج التي قدمها في إذاعة قطر.. ومن بعدها استمر بنفس العطاء في تلفزيون قطر لفترة من الزمن حيث ساهم — رحمه الله — في خدمة التراث القطري وتوثيق تراث الآباء والأجداد وبخاصة في مجال الشعر الشعبي والتاريخ الاجتماعي للمجتمع القطري خلال القرنين الماضيين. رحل عنا الشاعر والإعلامي عبد الله الغالي بعد عمر يزيد على الـ 77 سنة قضاها في خدمة هذا الوطن وفي المجال الاعلامي على وجه الخصوص، واستمر في عطائه، إلى أن توفاه الله في مايو 2018 م.. أي أنه من مواليد قطر في عام 1941م على وجه التقريب. سيرة ومسيرة: اسمه الرباعي هو: عبدالله بن محمد بن عبدالله الغالي آل بحيح المري، ولد في بادية قطر في القرن الماضي، ووالده هو الشاعر الكبير والمعروف محمد الغالي الذي عاصر حكام قطر السابقين ومنهم المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني (المتوفى سنة 1913) وحاكم قطر الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني (المتوفى سنة 1957).. ويعد من كبار شعراء النبط في القرن الماضي.. وله الكثير من القصائد في شتى الموضوعات الشعرية ومنها بعض القصائد الحربية وأشعار العرضة (الشيلات)، حيث كتب هذه الأشعار الحماسية في بعض المواقع الحربية التي عاصرها في تلك الفترة، مثل (حرب الوكرة وبعض الحروب الأخرى التي وقعت في قطر).. كما أنه ركب البحر وعاصر حقبة الغوص على اللؤلؤ وعمل — كما يقول أحفاده — في وظيفة غيص (غواص) مع بعض ربابنة الغوص في قطر.. وله بعض الاشعار التي كتبها في حياة البحر وما يعانيه اهل قطر قديما خلال عملهم في تلك المهنة الشاقة.. وكانت وفاته في سنة 1979 م عليه رحمة الله. وللفقيد الراحل الشاعر عبدالله الغالي الذي ودعناه بالامس عدد من الابناء والبنات.. حيث عقب (4) من البنات.. بجانب (4) أبناء وهم: سحمان (وهو الابن الأكبر)، وناصر، وخالد (عضو المجلس البلدي)، وعبدالعزيز (ويعمل في قطر للبترول). حمد محسن النعيمي يتذكر الفقيد: الشاعر والباحث الشعبي حمد بن محسن النعيمي أحد رفقاء الدرب للشاعر الراحل عبدالله الغالي المري.. وله معه بعض الصولات والجولات حيث عملا معا في اذاعة قطر منذ بداية العمل الاعلامي من القرن الماضي عبر أثير إذاعة قطر.. وقد زار الشاعر حمد مع سعادة وزير الثقافة والرياضة السيد صلاح العلي شاعرنا المرحوم عبدالله الغالي بعد مروره بمرحلة المرض الذي ألم به في عام 2016 م. وعن هذه الزيارة الخاصة للغالي، يقول حمد بن محسن النعيمي: الكثير منا نحن أبناء البشر له طريقته وعادته التي تعوّد عليها ومسيرته في الحياة إلا ما ندر ممن لديهم القدرة على التأقلم والتماشي مع التيار كما يذكر البعض، ولأول مرة في حياتي أصنف نفسي إلى من أنتمي على أنني لن أستطيع أن أكون من يتأقلم مع التيارات ولعل ذلك "عذروب" أفخر به.. ومن تابع كتاباتي منذ أن دخلت مجال الصحافة عام 1977م، لم يذكر أنني أشدت بمسؤول باستثناء عبدالرحمن المعضادي رحمه الله بعد وفاته بأكثر من ثماني سنوات ووزير الثقافة والرياضة سعادة السيد صلاح بن غانم العلي بسبب استقباله لنا نحن كبار الموظفين والسن بتقدير هو أهل له عند تكريمه كوزير لهذه الوزارة، وقد أثبت أنه كفؤ لما كلف به بمواصلته بالاهتمام للمستحقين ممن خدموا هذا الوطن ولعل آخرهم ولن يكون آخرهم الشاعر الكبير الزميل عبدالله بن محمد الغالي المري الذي زرناه عصر الثلاثاء 17/5/2016م، فإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على طيب معدن هذا الوزير الذي أرى فيه طيبة وأصالة أهل قطر وما تعودوا عليه.. له الشكر على ذلك وعلى دعوته لي لمرافقته لهذا الزميل الذي أكن له كل المعزة والتقدير المتبادل بيننا من اللحظة التي زارني فيها والدعوة للمشاركة في برنامج ركن البادية عام 1971م، وهي الخطوة التي طرقت من خلاله باب هذا الصرح الإعلامي في وطني قطر. وما زلت أتذكر هذه الشخصية: عندما كانت تقدم برامج الشعر الشعبي التي كنت استمع اليها منذ الصغر عبر اثير ذاعة قطر في السبعينيات وما بعدها، واستمرت حتى الثمانينيات والتسعينيات، كما أذكر أنني قدمت إليه بعض الأشعار الشعبية التي كتبتها بمناسبة عودة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من رحلة العلاج في سنة 1996 م حيث كتبت بعض قصائد العرضة احتفالا بهذه المناسبة التاريخية، وقد طلبها مني — شخصيا — حيث قام بالقائها في احد البرامج الخاصة التي قدمت في تلك السنة مع نخبة من الشعراء القطريين الشباب، وهي المرة الأولى التي جمعني اللقاء به وجها لوجه. ولعل الكثير يجهل بعض المعلومات عن الشاعر عبدالله الغالي.. منها: انه من المؤسسين الاوائل لاول برنامج شعبي بالاذاعة، كما كان مشاركا في تلفزيون قطر منذ سنة 1974 م، واسس اول ناد للشعر النبطي في منطقة الخليج سنة 1976 م، وكذاك اسس اول صفحة شعبية في صحافة دولة الامارات العربية المتحدة في عام 1981م، كلمة أخيرة: رحم الله شاعرنا الراحل عبدالله الغالي الذي خدم وطنه بكل امانة واخلاص، وكان من رعيل الاعلام القطري في أواخر الستينيات.. وله بصمة كبيرة في توثيق التراث القطري وبخاصة عبر الاذاعة والتلفزيون.. حيث وثق الكثير من التسجيلات الاذاعية والتلفزيونية مع الرواة والشعراء الشعبيين الذين عاصروا مجتمع الغوص على اللؤلؤ قبل اكتشاف النفط، بجانب توثيقه لتراث البادية منذ انطلقت اذاعة قطر في عام 1968م.. وشارك في تقديم برنامج "ركن البادية" مع الشاعر الشعبي الراحل ناصر مهدي الدوسري والشاعر حمد محسن النعيمي.. رحمه الله رحمة واسعة.