19 سبتمبر 2025
تسجيلبالأمس لمن لم يتابع هذا الموضوع طرحنا تساؤلًا قديمًا متجددًا يقول: هل هناك غيرنا من الأحياء في هذا الكون، الذي يبلغ من العمر حوالي 13 مليار سنة؟ ونتابع اليوم ونقول بأنه لا يشك أي عاقل ومتأمل في آيات الله الكثيرة، أن هذا الكون ليس للإنسان فقط، بل سيكون من غير المنطق أن يكون هذا الكون بضخامته واتساعه المستمر، لجنس البشر الذي يحيا على كوكب، هو بمثابة حبة رمل مقارنة بأجرام كونية هائلة الضخامة.لا يمكن اعتبار الكواكب السيارة مثلًا على أنها أجرام تدور هكذا في الفضاء حول شمسنا، ليستمتع بالنظر إليها في الليل بنو البشر، ولكن بدلًا من ذاك النوع من التفكير، سيكون من الأحكم والأجدر هو التفكر في هذا الاتساع المستمر للكون، والنجوم العملاقة التي تولد وأخريات تنفجر وتموت، والمعلومات الهائلة المتدفقة من علماء الفلك عن اكتشاف كواكب في مجرات بعيدة يُعتقد بوجود حياة فيها.إن مثل تلك الاكتشافات لا يجب أن تؤخذ كترف فكري أو معلوماتي، بل يجب التأمل فيها مليًا، خاصة أن القرآن يحتوي على آيات كثيرة تدعو للتأمل والتفكر في خلق السماوات والأرض، وآيات أخرى تشير إلى أن الكون ليس للإنسان فقط، رغم أن الله قد سخر الكون وما فيه لهذا الإنسان، لكن لا يعني ذلك فراغ هذا الكون من كائنات أو مخلوقات لم يبلغ العلم البشري بعدُ في معرفتها.قد تقول بأن الماء هو أساس الحياة، فأقول: نعم، ولكن ليس شرطًا أن يكون كذلك في مواقع أخرى في هذا الكون، الماء أساس الحياة لنا كبشر وبقية الأحياء الأخرى على الأرض، ولكن ربما هناك مخلوقات تعيش في مجرات، الماء ليس أساسًا أو شرطًا لحياتهم، بل ربما يوجد عنصر آخر لا نعرفه، أو أن حياتها وتركيبتها مختلفة. وفي هذا السياق، ليس من الحكمة مثلًا التقليل من شأن قصص الأطباق الطائرة، كواحدة من الأدلة الممكنة على وجود غيرنا في هذا الكون، بل لا يجب تحجيمها أو ربطها بالأمريكان والروس ضمن إطارات أسلحة التجسس وما شابه، والأمر يشمل كذلك قصص كائنات فضائية تظهر هنا أو هناك.ملخص الحديث كامن في عدم التهوين من مثل تلك القصص والمعلومات، بل ضرورة التفكر فيها، والتعمق أكثر فأكثر في آيات القرآن وتدبرها، ومتابعة العلماء والباحثين في هذا المجال، وصناعة نوع من الحرص في النفوس على أن نكون من "الذِين يَذكرُون الله قيَامًا وَقعُودًا وعلى جُنُوبهمْ، ويَتفَكَّرُون فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ ربنا مَا خَلَقْتَ هذا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ".