29 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يكن رئيس حكومة (إسرائيل) يرفض المبادرة الفرنسية الهادفة إلى إيجاد السبل لفتح المفاوضات المباشرة المتعثّرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لولا الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية، رغم ما أعلنته الخارجية الأمريكية من مشاركة وزيرها جون كيري في اجتماع وزراء خارجية 20 دولة في باريس في الثالث من الشهر المقبل لهذا الغرض. وضح التطابق في الموقفين الإسرائيلي والأمريكي من موضوع المبادرة الفرنسية، فبنيامين نتنياهو رئيس حكومة (إسرائيل) اقترح خلال اجتماعه مع نظيره الفرنسي مانويل فالس (الاثنين) باستبدالها بمحادثات تفاوضية ثنائية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس دون شروط مسبقة، فيما قال الناطق باسم الخارجية الأمريكية أكد بأن موقف الولايات المتحدة لم يتغير ولا تزال تدعم المفاوضات المباشرة التي تقود لحل الدولتين لشعبين، وهي السبيل الوحيد والممكن للتوصل إلى سلام في المنطقة.الصفعة الجديدة التي تلقتها باريس خلال أسبوع من إسرائيل، برفض نتنياهو مبادرتها، يرى العديد من المحلّلين السياسيين بأنها رد على التأييد الفرنسي لقرار أممي (اليونيسكو) بشأن المسجد الأقصى، كما ترى تل أبيب أن فرنسا ليست محايدة في كثير من ملفات الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.لم تكن الإدارة الفرنسية مقتنعة سابقا بالرفض الإسرائيلي لمبادرتها، فوزير خارجيتها جان مارك ايرولت، فشل قبل أسبوع بإقناع نتنياهو بتأييد المبادرة، فعادت باريس لترسل رئيس وزرائها إلى رام الله والقدس المحتلّتين لانتزاع موافقة إسرائيلية، بعد أن أبدت السلطة الفلسطينية تأييدها للخطوة الفرنسية، وشجّعتها وسوّقتها في عدد من عواصم صنع القرار العربية والأوروبية مؤخرا،رغم رفض البعض من القوى الفلسطينية الفاعلة للمبادرة، والبعض الآخر انتقد موافقة السلطة الفلسطينية عليها، كونها تشطب حق عودة اللاجئين، وتطرح فكرة التعويض بديلًا عنها، وتطالب نزع أسلحة المقاومة الفلسطينية، والعمل على تأمين حدود الدولة العبرية.كرر نتنياهو (الاثنين) مجددا لنظيره الفرنسي رفضه للمبادرة، واقترح بدلًا من ذلك عقد محادثات ثنائية مع الرئيس عباس في باريس، مدّعيا أن المفاوضات الثنائية هي الحل، وليس مبادرات ومؤتمرات دولية، متجاهلا بأنه هو الذي أوصل المفاوضات إلى طريق مسدود لمواصلته الاستيطان بل وتكثيفه والمماطلة في تنفيذ الاستحقاقات الفلسطينية السابقة.اللافت أن نتنياهو استبق زيارة نظيره فالس بضم حزب (يسرائيل بيتنا) اليميني المتطرف بقيادة المستوطن أفغيدور ليبرمان لحكومته الذي يدعو إلى مواصلة الاستيطان وتحويل غزة إلى ملعب كرة قدم، وقصف السد العالي في مصر وإعدام الأسرى الفلسطينيين.... الخ من التصريحات المتطرفة والتي سيعمل على تطبيقها خلال تسلمه منصبه في الحكومة.فبعد الرفض الإسرائيلي، يبقى السؤال الذي طرحه المحلّلين في السابق، ماذا ستفعل فرنسا، هل ستواصل العمل لطرح مبادرتها على مجلس الأمن ليتبناها، ومن ثم يسعى إلى إرغام إسرائيل على تنفيذها، أم أنها ستتخلى عنها أمام التطرف الإسرائيلي، خاصة أن رئيس الوزراء الفرنسي أكد دعم بلاده لإسرائيل قبل أن يغادرها (الثلاثاء)، وقال إنه صديق لها ومتمسك بأمنها بشدة؟البعض من المحلّلين السياسيين في المنطقة، رجّح بأن تتخذ فرنسا قرارا تاريخيا إزاء التعنت الإسرائيلي، بالاعتراف بدولة فلسطين، كما كانت قد ألمحت بذلك إلى الرئيس عباس في أوقات سابقة، وإن كانت هذه الخطوة صعبة، وتحتاج إلى محطّات دستورية، والتنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي، والتشاور مع الإدارة المريكية. كانت هذه رسالة إلى فرنسا، فضم حزب (يسرائيل بيتنا) للحكومة الإسرائيلية، يعني أن هذه الحكومة ستواصل رفضها للسلام ولأية محاولات دولية لإعادة إحياء المفاوضات... وإلى الخميس المقبل.