18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); على الرغم من أن جائزة "كتارا" للرواية العربية جاءت أشبه بالتظاهرة الأدبية التي ارتدت فيها الرواية العربية أجمل ثيابها، إلا أنها جاءت في الوقت نفسه لتطرح العديد من علامات الاستفهام حول وضعية الرواية القطرية حاليا وملامح مستقبلها، خاصة وأنه لم يكن لها نصيب من الفوز بأي من جوائز المسابقة. وهنا، فإنه ليس بالضرورة الذهاب إلى مبدأ الترضية والمساواة بين من يستحق ومن لا يستحق، بقدر ما تكشف الحالة ذاتها عن مستوى الرواية القطرية، والتساؤل: على أي أرضية تقف؟ خاصة وهى اللون الجديد الذي بدأ ينتشر في دول الخليج، بعدما كان الشِّعر متسيدا المشهد الأدبي، تنافسه القصة القصيرة في أحيان كثيرة.وفي هذا السياق، فقد أحسنت "كتارا" صنعاً عندما نظمت معرضاً للروائيين القطريين، وأصدرت كتاباً توثيقيا يوثق لمسيرة الرواية القطرية من ناحية، ويحتفي بالروائيين القطريين من ناحية أخرى، في دلالة لافتة على أن الجائزة ، وعلى الرغم من بعدها العربي، إلا أن الذات القطرية كانت حاضرة لديها، دعماً وتشجيعاً للكتاب القطريين، وهى المهمة التي تضطلع بها الجائزة ضمن أهداف عدة لها.وفي الوقت الذي ينظر فيه على أن الجوائز في حد ذاتها ليست محطة مرور إلى العوالم المختلفة، إلا أننا صرنا في عالم يجعل من الجوائز أشبه بالمختبر الذي تقاس فيه درجات الأشياء، ورصد أدق تفاصيلها. ليس هذا بالطبع بمثابة إقرار على أن الجوائز هى المرآة العاكسة للمنتوج الأدبي، بقدر ما هى إحدى العلامات الدالة عليه، خاصة إذا توافرت لها المعايير الموضوعية والأدبية.وعلى أية حال، إذا صحت الفرضية السابقة من عدمه، فإن الرواية القطرية، أصبحت جديرة بالتوقف عند ذاتها، وتقييم أوضاعها حاليا ، بل والنظر في مآلاتها.ولعل جائزة "كتارا" للرواية العربية تكون بمثابة العلامة المضيئة التي تنير لها الطريق، خاصة وأنها على الرغم من حداثة نشأتها مطلع عقد التسعينات من القرن الفائت، إلا أن وجود عدد من الكتاب ممن لديهم الرغبة في خوض غمار تجربة الرواية، خلاف من خاضوا التجربة ذاتها، أمر يؤكد أن هناك إصرارا على أن يكون للرواية القطرية حضورها في قلب المشهد الإبداعي العربي، وليس أقل منه الجوائز المحفزة لإنتاجه.