15 ديسمبر 2025
تسجيليتأثر المجتمع الخليجي تأثرا مباشرا بالتلفزيون باختلاف ما يعرض على الشاشة من مواد ربما تكون هادفة أو عكس ذلك وتأثير التلفزيون على المجتمعات العربية وخاصة المجتمع الخليجي شيء غير مستغرب منه وقد كان المدير التنفيذي لـ ( شبكة قنوات شوتايم ) بيتر أينشتاين قد صرح ذات يوم لصحيفة ( الشرق الأوسط ) بأن نسبة مشاهدة التلفزيون في الخليج أعلى من أوروبا و أمريكا !!! ولذلك نجد المجتمع الخليجي يتأثر تأثرا عميقا بكل ما يعرض على الشاشة وخاصة المسلسلات على اختلاف أنواعها ولكن ربما يستطيع المشاهد الخليجي أن يفرق بينما هو دخيل من القيم والمفاهيم في المسلسلات المدبلجة كونها قادمة من بيئة أخرى ومجتمع آخر وبين ما هو مقبول لكنه بالتأكيد لن يفرق بين هذه الأشياء في المسلسلات الخليجية التي هي نابعة من بيئته وأرضه ووجوه أهله الذين تربطه بهم صلات وثيقة ومفاهيم مشتركة ورغم ذلك فإن أغلب المسلسلات الخليجية نفسها تتأثر بقضايا دخيلة على مجتمعاتنا وترفضها وتطرحها على الشاشة بصورة مستفزة. عندما أشاهد مسلسلا خليجيا يحاكي وقضايا بعيدة كل البعد عن واقعنا أقول في نفسي هل المجتمع الخليجي هو فعلا هكذا وهل هذا المسلسل يحكي عن معاناة موجودة بالفعل في المجتمع الخليجي؟ وما الفائده من طرح القضايا الدخيلة على الشاشة الفضية هل يريدون إثبات أن هذا هو حال المجتمع بالفعل أم ما الهدف الواضح في بعض المسلسلات المبالغة في طرح قضية ما قد يستاء منها المشاهد لأنها تشوه صورته وصورة مجتمعه؟ هل انتهت الحكايات ولم يستطيعوا أن يجدوا حكاية أخرى يكتبون عنها غير حكايات مقتبسة من الآخرين وحكايات أخرى قد تكون موجودة في مجتمعنا ولكن وجودها كوجود شواذ القاعدة؟ ماذا سيقول الآخرون عنا هل نحن مجتمع متخلف دائما به مشاكل وعنف وقسوة وحقد وغيره وخبث؟ لم يعمل أحد حتى الآن على استغلال المسلسلات للتسويق للقيم والمفاهيم الإنسانية الجميلة ليقضي بها على الأخرى السلبية بالرغم من توفر كل الإمكانيات وكل الطاقات والنماذج لكننا للأسف أصبحنا لا نسلط الضوء إلا على الجانب السيئ متناسين ومتجاهلين الجوانب المضيئة في المجتمع.