22 أكتوبر 2025
تسجيلكفى بالمرء اثماً أن يحدث بكل ما سمع، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، في اشارة وتوجيه نبوي كريم نحو أهمية التثبت من الأخبار قبل الشروع في نشرها كما هي، وإن كان الغالب اليوم هو الإضافات على الأخبار! مناسبة الحديث ما نشرته، وما تزال، صحف المهجر العربية لأخبار ملفقة بهدف إثارة القلاقل وتبديد أجواء المصالحة وتهدئة الأمور في الخليج، من بعد جملة أمور مستحدثة سريعة مرت على المنطقة، اتُهمت فيها قطر بجملة أمور تبين مع الزمن أنها تلفيقات واتهامات بلا أدلة مقنعة منطقية، سعى البعض إليها لأهداف أو حاجات في نفس يعقوب! صحيفة مهجرية تتخذ من لندن مقراً لها نشرت خبراً ملفقاً حول ضبط خلية تجسسية في المملكة تعمل لحساب قطر!! وهو خبر، لمن يتريث بعض الشيء ولا يندفع مع الغوغائيات الإعلامية، غير منطقي أولاً، لعدم الحاجة لدولة صغيرة مثل قطر لأن تتجسس على دولة بحجم المملكة. ثم ثانياً، لا يمكن قبول الخبر لأن توقيته غاية في السوء، إذ يجيء أثناء تنفيذ وتجسيد المصالحة الخليجية أو اتفاق الرياض الأخير، وهو ما يفيد في وجود رغبة لدى طرف أو أطراف معينة للتشويش على اجراءات التهدئة والمصالحة، ومن ثم ثالثاً وأخيراً، لا يمكن تمرير ذاك الخبر الكاذب، باعتبار أن المصدر مشكوك في مصداقيته، فالجريدة تناصب العداء لقطر وبالمثل مع المملكة بصورة وأخرى، لكنها تعيش فترة معسولة مع الجارة الإمارات، وهذا ربما يفسر كل ما سبق من الحديث أعلاه. الأهم مما جاء كله ألا ينساق أحدنا وراء الأخبار أو غيرها فيمررها تمريراً سريعاً، تدفعه نواياه، بغض النظر عنها إن كانت سيئة أم طيبة. إن واحدة من سلبيات ومساوئ سرعة التواصل في عصر النت، هي سرعة التمرير قبل التثبت والتأكد. وهذا ما حدث مع خبر الصحيفة المهجرية الملفق، الذي انتشر في أوساط من ينتظرون مثل تلك النوعية من الأخبار لدوافع او حاجات بنفوسهم، دون تثبت، فخابت الظنون سريعاً عبر تفنيد وتكذيب الخبر ومن جهة رسمية بالمملكة. لنعمل جميعا على ضبط وترشيد ثقافة التمرير كإحدى إفرازات عصر السرعة، وننشر الوعي اللازم في كيفية التعاطي مع كل جديد من الأخبار والمعارف، فإن مثل هذه السرعات والتقنيات، كما أنها مفيدة من نواحي معينة، فإنها مدمرة وغاية في السوء والسلبية في نواحي أخرى كثيرة أيضاً .. وهذا الأمر أحسبه مسؤولية الجميع، مؤسسات وحكومات وأفراد.. الكل له دوره ونصيبه من المسؤولية. وفقنا الله لما يحبه ويرضاه.. وهو الهادي الى سواء السبيل.