15 سبتمبر 2025
تسجيللابد أن يتكاتف جميع أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين في مثل هذه الظروف، التي ينخفض فيها عدد الإصابات والوفيات من وباء كورونا (كوفيد- 19). ولابد أيضاً من العمل على مكافحته بكافة الطرق والوسائل وصولا إلى مجتمع سليم ومعافى بفضل هذا التكاتف، والذي لم يتحقق إلا بسبب نشر الوعي وعدم التهاون مع الجائحة. ولابد كذلك أن يزداد التوجيه باتخاذ الوسائل الاحترازية والوقائية بشكل أكبر مما هو عليه الآن، فعندما ترتفع وتيرة الإصابات، فهذا يعني أن هناك بعض التقصير والإهمال من قبل الجميع، مع لزوم وضع أيدينا على الجرح قبل فوات الأوان.. أما عندما نراها تقل وتسير نحو النزول فواجبنا الوطني يتطلب عمل كل ما يمكن الإسراع به نحو مجتمع يخلو من المرض بفضل تطبيق الإرشادات والالتزام بها. ومن الواجب تنوير العمالة الوافدة ومنها العمالة المنزلية على وجه الخصوص، وهي أحد الأسباب وليست السبب الرئيسي لانتشار الإصابات في الفترة الماضية، فالمولات والمجمعات الغذائية وأماكن الخدمات والوظائف العامة، ودور العبادة - أحياناً - كلها أماكن متوقعة لانتشار الإصابات إذا لم نحسن التدابير الوقائية. الأمر الآخر والمهم أن أغلب المستشفيات والعيادات في البلاد أصبحت قادرة على ضم أكبر عدد من المصابين والعمل على شفائهم بسبب جهود الصحة الجبارة في التعامل مع الأزمة، وهو ما يتطلب مضاعفة العمل أكبر مما عليه الآن لاحتواء العلاج. نشر الوعي هو الأهم وبالرغم من زيادة الوعي عبر وسائل الإعلام المحلية فإن تطبيق الوسائل الوقائية من الوباء يظل أبرز عوامل الرعاية لتقليل الخوف من مضاعفات الجائحة. كما أن تزايد عدد حالات الشفاء من الوباء في قطر يبشر بالخير، ويجعلنا اكثر طمأنينة في قادم الأيام، مع عدم الاستهانة بالإصابات الحالية كأرقام أقل بقليل من الأيام السابقة. من هنا سنتعامل مع الجائحة من اليوم والغد بشكل يقوم على الاحتراز في كل شيء، شرط إغلاق المجالس وأماكن التجمعات، وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، ومراقبة العمالة المنزلية بما يحفظ بيوتنا من أي حالات معدية لا قدر الله. وفي نفس الوقت فإن قطاعات الصحة والأمن والإعلام ستكون الأكثر عملاً في تحمل المسؤولية ومضاعفة الجهود والخدمات، لتجنيد الكوادر البشرية وتوفير العلاج وغرف المستشفيات وأماكن العزل حفاظاً على سلامة الجميع. كلمة أخيرة إذا أردنا القضاء على الجائحة ومواجهتها بالشكل الصحيح فإن تكاتف الجهود يبقى العامل المهم في كبح جماحها، هذه من ناحية، والناحية الأخرى تكمن في تنفيذ شروط السلامة من الوباء بحذافيرها وعدم التقصير تجاهها، والله من وراء القصد. [email protected]