11 سبتمبر 2025
تسجيلإنها صناعة إنسان لأخيه الإنسان لمواجهة كل ما يعتريه من ظروف وتحديات، سواءً في وقته الحاضر، وما قد يأتي في المستقبل، خاصة في المنظومة التعليمية وهو حديثنا هنا. وما نحن الآن فيه من جائحة تجتاح العالم بأسره، ونحن جزء من هذا العالم الكبير، هل كان تعاملنا مع هذه الصناعة من جميع الأطراف تعاملاً صحيحاً وفاعلاً؟، وهل أجدنا خلال هذه الفترة الزمنية هذه الصناعة والتي قاربت على العامين؟، وهل تمت الاستفادة الحقيقية والمطلوبة من قبل جميع المستخدمين؟ وهل أضاف التعلم عن بُعد شيئاً جديداً لطلابنا على مختلف مراحلهم التعليمية؟، وهل أحسنوا التعامل معها والتكيف مع هذه التقنية في واقعهم الدراسي والتحصيلي؟، وهل أثبتنا قدرتنا على التكيف مع هذه الجائحة بالتعلم عن بُعد لضمان نجاح عملية التعلم واستمرار العام الدراسي؟، وهل أحكمتنا قيم وأخلاقيات ونحن نتعامل مع هذه الصناعة سواءً من قبل (المدرس والطالب) أو من الإدارة المدرسية؟، وهنا سؤال عارض، لماذا زاد الطلب على مدرس التقوية لجميع المواد الدراسية في هذه الآونة، وهذا ما نلاحظه بكثرة دخول المدرسين للمنازل لإعطاء دروس التقوية للطلاب، خاصة لطلاب الشهادة وطلاب النقل؟ فمن المسؤول؟، وهل انخفضت دافعية الطلاب نحو التعلم والاستفادة من دروس البث والمشاركة الشكلية من خلال التعلم عن بُعد؟، أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات واضحة من قبل جهة الاختصاص. وإذا أردنا أن نقول وبكل صراحة إن أكثر المستفيدين من هذه الصناعة (التقنية) هو المدرس، حيث إنه اكتسب الكثير من مهارات هذه الصناعة لكثرة تعامله معها، وعزّز كذلك مفهوم التعلم الذاتي لدى أبنائنا الطلاب من خلال هذه التجربة ولو بنسب متفاوتة من الخمسين بالمائة وما دون، ولكن هل أدرك الجميع أهمية هذه الصناعة (التقنية) والتعامل معها بحرفية؟. ونقول كذلك وقد تكون حقيقة واقعية إن التعلم عن بُعد لا يصلح لطلابنا بمراحلهم الدراسية المختلفة، ولا يعطي قيماً تربوية تعليمية سوى التعامل مع تقنية ووسيلة تلقينية جامدة فقط، وإذا جئنا على غير التعلم عن بُعد، كذلك التدريب عن بُعد لا يصلح ولا يؤدي إلى النتائج المرجوة منه، فقط يكون مفيداً للمؤسسات لإدارة وإنجاز أعمالها (العمل عن بُعد)، حيث إنها استفادت من هذه التقنية، وتم توظيفها بشكل صحيح في إدارة أعمالها، وهنا تشكر ولها التقدير على توظيفها لهذه الصناعة (التقنية) في أعمالها. ويبقى سؤال ماذا بعد التعلم عن بُعد؟، وكيف سيتم التعامل معه مستقبلاً تحت أي ظرف أو تحدٍ تفاجأ به المنظومة التعليمية، أم أنه عارض أتى على التعلم ورحل؟. "ومضة" لا قيمة لأي شيء ولا مردود فيه لا يكون الإنسان فيه حاضراً متفاعلاً معه. [email protected]