08 أكتوبر 2025

تسجيل

إغراق سوق النفط و الأربعة عصافير

26 أبريل 2020

التطورات الأخيرة خرجت عن السيطرة والسؤال من سيصرخ أولاً؟ إغراق سوق النفط و ظاهرة العناد بين بن سلمان و إمبراطور روسيا القيصرية ، مما ادى إلى إغراق سوق النفط في اللحظات التي عطل فيها كورونا آليات الاقتصاد العالمي ، مما نتج عنه تخمة ادت لملء مخازن النفط و تقليص امكانية التخزين ، فرأينا مدى تدهور سوق العقود ومنه تراجع الاسعار لمستويات غير مسبوقة ، لكن نظرة اخرى نرى ان هذه فرصة سانحة للمملكة لتوجيه ضربة قاصمة لعدة جهات كما يقال اربعة عصافير بحجر واحد و لكن هناك مقامرة و قد يكون المنطق علي و على اعدائي وبن سلمان وجدها ، فإيران تواجه حظرا اقتصاديا شديدا و في الفترة الاخيرة تواجه حظرا اقتصاديا متكاملا بعد اتساع الحظر ليشمل الرئة المتبقية له العراق و تركيا ففي اشد مراحل الحظر الاقتصادي ظلت ايران قادرة على التصدير لكلا الدولتين ، ولكن و بعد تحول ايران لبؤرة لكرونا اغلقت العراق و من ثم تركيا حدودهما لخفض مخاطر انتشار الوباء ، و في نفس الوقت تواجه ايران حالة من التشتت في الداخل بسبب انتشار الوباء مع نقص الادوية و القدرات الماليه بسبب الحصار ، فاللحظة مناسبة لإغلاق المنفذ الاخير و هو النفط حيث ان اغراق السوق سيقفل آخر منفذ للاقتصاد الايراني ، ثانيا توجه ضربة لشركات الزيت الصخري التي بلغ انتاجها ١٣ مليون برميل يومي والتي كانت سببا لفقدان السوق الامريكي ، و اسكات ترامب لاستمرار تكراره الحاجة لأوبك لخفض سعر النفط ، و إرسال رسالة للبيت الابيض ان امريكا لا يمكنها الاستغناء عن المملكة و الشرق الاوسط ، فحين تراجعت الاسعار رأينا إلى اي مدى هرول ترامب لطلب نجدة بن سلمان ، و اخيراً توجه رسالة لبوتن ان المملكة هي من يهيمن على سوق النفط ، هذا يضع سوق النفط و المصدرين في مقدمة الاحداث و يعطي اهمية للمملكة في استتباب السوق ، و انها قادرة على التأثير على حظوظ ترامب في الانتخابات الرئاسية ، ولكن يبدو ان التطورات الاخيرة خرجت عن السيطرة ، ولكن ايضاً العناد بين بوتين و بن سلمان مازال على اشده و كل منهما يعض اصابعه و السؤال من سيصرخ اولاً ، وذلك واضح في عدم حضورهما اجتماع منظمة اوبك الاخير ، هذا سيدفع المشاركين من اوبك و اوبك بلس بالاضافة لامريكا من تقديم تنازلات للوصول لاتفاق في خفض الانتاج ، لكن الرسالة واضحة للجميع ان بوتن و بن سلمان ابدى عدم الاهتمام و كلاهما يعرف بشخصية تقدم على القيام بما يجول في خطرهما ، ولذلك السؤال الآن هل هناك نية مبيته من كلا الطرفين في العمل على استمرار الخمة للإكمال على صناعة الزيت الصخري الامريكي ، فعدم حضورهما للاجتماع دليل على تنسيق ، الرئيس الامريكي لا يملك القدرة على الضغط على الاوبك او الاوبك بلس لأنه وفي اللحظة التي يطالب فيها خفض الانتاج لا يستطيع التأثير او الطلب من المنتجين الامريكيين خفض الانتاج لأنه غير قانوني و يعتبر اي تنسيق بين المنتجين الامريكيين او اي محاولة من قبل البيت الابيض ستعتبر تواطؤا و هذا يعاقب عليه القانون ، إذا الرئيس الامريكي ليس لديه شيء يقدمه و لديه كل ما يخسره ، ما الذي يطلبه او سيطلبه القائمون على الاوبك من امريكا للقيام به لإيقاف عمليه الاغراق خاصة ان المملكة و روسيا قادرتان على التأثير على الانتخابات الرئاسية في احد اهم الولايات وهي ولاية تكساس و التي تعتمد على انتاج النفط ، لكن في المقابل ما هي امكانية بوتين و بن سلمان على الصمود امام تراجع دخل دولهم و تعرضها لعجوزات مالية كبيرة ، لكن هناك فرضية لديهم انهم قادرين على السيطرة على سوق النفط في اللحظه التي يحصلون على مطالبهم ، و قد يفاجأون انه و في احسن الحالات قد تفرض عليهم السوق و الاقتصاد و تطورات الوباء واقعا مغايرا لتوقعاتهم.