11 سبتمبر 2025

تسجيل

التعليم والتدريب باللعب

26 أبريل 2018

حضرتُ الأسبوع الماضي دورة بعنوان "التدريب بالألعاب التربوية والتدريبية" مع خبير التدريب الدكتور الكويتى أيوب الأيوب الحاصل على براءة اختراع في الألعاب التدريبية والملكية الفكرية في مجال الأدوات التعليمية والتدريبية من جمهوية الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وقد دفعني الفضول وحب التغيير لحضور هذه الدورة والتعرف على طريقة ممارسة هذا النوع من التدريب مع المدرب والمشاركين ضمن مجموعات عمل، فالألعاب التربوية تتبنى مبدأ التعليم من خلال الممارسة، فهي ألعاب تحكم بقوانين، وتحدد سلوك المشاركين وما هو مطلوب منهم القيام به، كما تحدد الأهداف المراد تحقيقها، والجزاءات التي تحدد نتيجة الأداء، كما تشير إلى مجموعة من الأنشطة المطلوب القيام بها لإنجاز مهمة ما، ويتم ذلك في جو لعبة مصطنع يحاكي الواقع. وتتنوع الألعاب التي مارسناها خلال التدريب ما بين طابع تنافسي ومعرفي في إطار اجتماعي فكاهي بين المشاركين ينتهي بفائز وخاسر أحيانأ ولعبنا ألعاباً الهدف منها بيان تأكيد النظرية النفسية بأن الإنسان يتأثر بالتصرف والصورة أكثر من الكلام، فبعض الألعاب بطبيعتها تتطلب من الأفراد العمل ضمن فريق واحد، ولكي يفوزوا لابد من وجود قائد وأفراد ضمن فريق عمل متعاونين والتخطيط الجيد قبل التنفيذ، حيث شملت المشاركة الجسدية نشاطا عضليا كالحركة والتفاعل داخل القاعة، ونشاطا عقليا كالتفكير في حل المشكلة، والجانب الانفعالي الذي لدى الفريق كالحماس والتشجيع والمتعة، بالإضافة إلى عناصر الإثارة كالترقب والضحك. فهذا النوع من التدريب يستخدم طريقة منهجية في التعليم تستند على ثورة من الأبحاث والدراسات الأكاديمية، وتسمى بالتعليم من خلال الممارسة أو التعليم الترفيهي أو التعلم بالمرح. فعلي سبيل المثال (لعبة الدوران حول الكراسي)، وهي لعبة شهيرة وقديمة كنا نلعبها منذ الصغر وتعودنا أن من لم يجد كرسيا يجلس عليه يكون هو الخاسر ويخرج من اللعبة، وتكون مثلاً بعدد خمسة كراسي وأربعة لاعبين، وهكذا إلى أن يبقى شخص واحد ويفوز في النهاية، ولكن بعد ما حضرت هذه الدورة تغيرت نظرتى لهذه اللعبة تماماً، فحين تتغير القوانين والشروط يتغير اللعب، وممكن أن تستخدم بين أعضاء فريق العمل الواحد لقياس عدة جوانب مثل التعاون، الثقة، الإبداع ، الانسجام، مع إضافة عامل الضغط مثل وضع الكراسي بالقرب من حافة طاولة أو بالقرب من الحائط وطلب منهم الدوران، أو تغير شروط اللعبة مثل الذي لا يحصل على كرسي ويبقى واقفاً هو الفائز، فمثل هذه الشروط هي بمثابة معوقات بهدف قياس درجة تفاعل أعضاء الفريق مع بعضهم البعض، والبحث عن حلول لهذه المعوقات، وبالنهاية نجاح الشخص الفائز، والذي يعتبر نجاح للفريق ككل ولا ينسب لعضو واحد فقط، فلعبة الكراسي وما يستنتجه المدرب بعد الملاحظة والتحليل هو مثال محاكي تماماً للواقع في بيئة العمل المؤسسي، وأنه يجب علينا إلا نقارن أنفسنا بالآخرين، وخصوصاً إذا اختلفت الإمكانيات والوسائل المتاحة. خاطرة ،،، أتوجه بجزيل الشكر والتقدير لمركز أعيان للتنمية البشرية على وجه العموم على إتاحة الفرصة لتقديم مثل هذا النوع من التدريب في دولة قطر، وعلى وجه الخصوص للدكتور الفاضل أيوب خالد الأيوب على طرحه المميز والتدربب الممتع في جو يسوده التحفيز والحث على الإبداع والابتكار، وعدم الاستهانه بالأفكار غير المألوفة، وتقوية مشتتات العوائق بقدرة الإنسان على الالتزام بما يؤمن فيه.