19 سبتمبر 2025

تسجيل

رشفة إبداع أدعياء الثقافة

26 أبريل 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); للثقافة قيمة كبيرة، ربما لا يدركها إلا من يعمل بها، فتكاد تكون هي المنبع الذي تتفجر منه أنهار المعرفة والفكر. ولا نعني الثقافة هنا بمعناها المحدود، الذي يتم اختزاله في عمل إبداعي بعينه، بل المقصود هي الثقافة بمعناها الواسع والشامل، التي تؤدي إلى استنارة حقيقية داخل المجتمعات. غير أن هناك من لا يفهم معنى الثقافة، إما عن قصدٍ أو عن جهلٍ، وفي الحالتين يتعاظم الضرر، وتقع المسؤولية على مدعيها، خاصة مع تلك الحالة التي أوصلوا أنفسهم إليها، إذ أن المهتم بالشأن الثقافي ليس بالضرورة أن تجمعه في قاعات الدرس لتدرس له ماهية الثقافة، أو أن تجعله مبدعًا أريبًا، أو ناقدًا نابهة. فقط الأمر يتطلب اطلاعا واسعا، وتنمية للمهارات الإبداعية، علاوةً على الإلمام بقدر كبير من المعارف الإنسانية.ولسنا في سياق تعريف الثقافة، وهو التعريف الذي قُتل بحثًا، وربما أثار جدلًا. غير أننا نستدعي في هذا الإطار ما ورد في تعريفها بـ"القاموس المُحيط" بأن "الثقافة هي من ثَقَف بمعنى أصبح حاذقًا فطينًا ملمًّا بالموضوع من كافّة جوانبه". وربما يكون هذا مدعاة لكثيرين القول في تعريفهم للثقافة بأنها تشمل كافة جوانب الحياة.ومن ثالثة الأثافي اختزال معنى الثقافة في نظم قصيدة شعرية، أو إبداع مجموعة قصصية، أو إنجاز أعمال روائية، أو رسم لوحة تشكيلية. نعم قد يكون هذا جزءا من الفعل الإبداعي، ولكنه ليس كل الثقافة، وليس في الوقت نفسه تجسيدًا لحالة المثقف، الذي ينبغي أن يكون على دراية بما يدور حوله، لينير الطريق أمام الحائرين إبداعيًا، أو المتقاعسين فكريًا، أو المدعين ثقافيًا، فيتلقف لهفتهم، مقدمًا لهم طوق النجاة.إن الثقافة فعلٌ ومعنى سامٍ، تتجاوز العمل الإبداعي إلى ما يعرف اصطلاحًا بأنها "جميع ما يكتسبه الإنسان من صنوف المعرفة النَظريّة والخبرة العمليّة طوال عمره، وتحدّد بالتّالي طريقة تفكيره ومواقفه من الحياة والمجتمع والدِّين والقِيم، بغض النَّظر عن الجهة التي حصل منها على تلك المعرفة أو الخبرة، سواءً كانت من البيئة أو المحيط أو القراءة والاطّلاع أو من التَّعليم المدرسيّ والأكاديميّ أو من أيّ طريقٍ آخر".