15 سبتمبر 2025

تسجيل

بالمسرح نرتقي

26 أبريل 2015

في مبادرة مميزة ورائدة واهتمام كبير من قبل الدولة، افتتح تحت رعاية سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث مهرجان الدوحة المسرحي لعام 2015 الذي تنظمه وزارة الثقافة على مسرح قطر الوطني، حيث تم افتتاح المهرجان بمسرحية أم الزين التي عرضت لأول مرة في سنة 1975 ويأتي اختيارها تكريما للمشاركين الذين أسهموا في تأسيس بدايات الحركة المسرحية في دولتنا الحبيبة قطر.وتأتي هذه المناسبة الثقافية الكبيرة لتحقق تطلعاتنا نحو الارتقاء بفن المسرح الذي يتطلب من المسؤولين الاهتمام به لكونه يعالج قضايا المجتمع وهمومه ويعبر عن الواقع الذي يسهم مساهمة كبيرة في نشر الوعي وتثقيف الناس بقضاياهم الاجتماعية والثقافية والتربوية والسياسية على وجه الخصوص.وما من شك ان هذه الانطلاقة تمثل للثقافة بشكل عام وللمسرح بشكل خاص خطوة كبيرة ذات مستوى يليق بالمسرح القطري ورواده وأعماله.والشيء اللافت للنظر خلال مهرجان هذا العام انضمام فرقتين حديثتين هما (الغد لفنون الدراما) و(الوطن للفنون المسرحية)، لتنضما إلى الفرقتين المسرحيتين القائمتين للوزارة، وهذا الشيء لا شك انه سيزيد في اثراء النشاط المسرحي في قطر وسيسهم بشكل كبير في تعدد الفرق المسرحية ومن ثم تعدد الافكار في الاعمال التي ستقدمها للارتقاء بالمسرح بشكل عام.وما من شك ان الدولة مطالبة بدعم الفرق المسرحية ودعم انتاجها في هذا الميدان لكي يبقى المسرح لدينا قويا ومتفوقا او على اقل تقدير ينافس الدول العربية الاخرى في هذا المجال منافسة شريفة تقوم على المشاركات الداخلية والخارجية طوال العام، وعدم الاقتصار على المستوى المحلي فقط، فمن خلال المشاركات القطرية في الخارج سنكتسب الخبرة ونتبادل الآراء والافكار في مجال المسرح سواء على مستوى النصوص أو المؤدين أو في مجال الاخراج.والخطوة الأهم من اقامة هذا المهرجان هي السعي لاكتشاف المواهب المسرحية من الشباب القطري الذي يجب الاخذ بيده وبقدراته الفنية وصقلها وتأهيلها بالشكل الصحيح ليقود الحركة المسرحية مستقبلا بكل ثقة واقتدار، ولكي تنهض الحركة المسرحية عندنا بما يواكب العصر ويحقق احد اهداف رؤيتنا الوطنية 2030 في مجال الارتقاء بالثقافة والمحافظة على الهوية القطرية مع توظيف جميع القدرات للنهوض بالإبداع المسرحي، وقطر لديها كافة الامكانات للعب هذا الدور الريادي.والفرق المسرحية مطالبة بالمزيد من الانتاج وتعدد النصوص وعدم الوقوف عند حد معين، لأن الإبداع في مجال المسرح ما زال مفتوحا للجميع لتقديم الأعمال التي ترتقي بالذوق العام بما يعزز أهدافنا وتطلعاتنا في مجالات نشر الوعي وتثقيف المجتمع بقضاياه وهمومه اليومية التي يعيشها الانسان القطري.وبالرغم من وجود بعض التحديات والصعوبات التي تواجه المسرح في الوقت الراهن الا انه يمكن التغلب عليها بسهولة اذا كانت النية صادقة للارتقاء بفن المسرح نحو الافضل، لأن وجود الصعوبات ليست ظاهرة محلية، بل هي ظاهرة عامة تشمل جميع المجتمعات العربية دون استثناء.نريد من هذا المهرجان ان يكون البداية الحقيقية لصقل المواهب وتشجيعها على الابداع ومواصلة الدرب بنجاح وتشجيعها لكي تسهم في الارتقاء بهذا الفن الراقي الذي لا ينقصه سوى الدعم المادي للنهوض بالحركة المسرحية نحو القمة، وهذا ليس بالأمر الصعب، فالدولة قادرة على تحقيق هذا الشيء ما دامت كافة الامكانيات متاحة ومتوافرة والحمد لله.علينا أن نؤسس ثقافة للمسرح بالشكل الصحيح من خلال التركيز على ثقافة الجمهور، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى إعداد الممثلين وكتاب النصوص ونقاد المسرح والرؤى الإخراجية الجديدة التي تواكب العصر.في الختام لابد من تطعيم لجنة التحكيم في هذا المهرجان ببعض المحكمين من أصحاب الخبرة المسرحية في قطر وعلى رأسهم العملاق عبدالرحمن المناعي والناقد والخبير المسرحي حسن رشيد ومؤسس المسرح التربوي حسن إبراهيم وعبدالله أحمد وموسى زينل وغيرهم.* كلمة أخيرة:في مثل هذه المناسبات لابد من تكريم الرواد الذين خدموا المسرح القطري خلال العقود الماضية وبخاصة بعض الممثلات القطريات اللاتي لمعن في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.