17 أكتوبر 2025

تسجيل

البصر .. والبصيرة (2)

26 أبريل 2014

عبر تاريخ الإبداع سجل فاقدو البصر إبداعاتهم، سواء في القديم أو في عصرنا الحالي، في الإذاعة كنت شغوفاً بسماع صوت عميد الأدب العربي طه حسين، الأديب والمفكر، في صوته جرس خاص، وهو يخوض غمار أحاديثه المسمى حديث الأربعاء، والدكتورطه حسين نموذج من عشرات النماذج، في مجال الموسيقى سيد مكاوي، وهناك العبقري عمار الشريعي، ناهيك عن المرحوم محمد الساعي، والفنان الموزع محمد المري، وقديماً كان هناك المطرب البحراني عبدالله أحمد وعبدالله فضاله، هذا بجانب الشاعر الكبير فهد العسكر صاحب الرؤية الخاصة والنقلة الحقيقية في مسار الشعر الخليجي. "كف الملام وعلليني... فالشك أودي باليقين""أو يقول: قبل فديتك مبسمي دع جيدي... والى اللقاء صباح يوم العيد"هذا بجانب الأديب الكويتي عبدالرزاق البصير.. وعشرات الأسماء.نعم، من السهولة أن يمارس فاقد البصر العديد من فنون القول مثل القص، والشعر والبحوث والدراسات، ولكن الصعوبة تكمن في أن يأتي أحدهم بلوحة فنية ويقول إنها نتاج أنامل الرسام الأعمى فلان؟كيف.. كيف مزج الألوان، وعرف الظل والنور.. وقد يأتي منافق وكذاب ودجال ويقول: ألم تشاهد بعض اللوحات التي رسمها الشامبنزي!! أو اللوحات التي رسمت بذيل الحصان أو خرطوم الفيل!!هنا نعود إلى نقطة البداية لنقول: نعم، ولكن نحن نتحدث عن الإبداع فلا يمكن أن يسجل الأعمى حضوراً في الفن التشكيلي أو النحت، لأنه فاقد لأهم الحواس في هذا المجال، وليس في كل المجالات!! في المسرح هناك الفراغ المسرحي، وهناك حركة الممثل، وهناك الإضاءة، وهناك العديد من العناصر التي تشكل في النهاية الإطار الأكمل للعرض المسرحي.لذا كانت دهشة النقاد من حركة الفنان الكويتي عبدالعزيز الحداد أن العمل من إبداعات الفتاة، وإذا كان الحداد قد مارس هذه اللعبة على البعض، فكيف وافقت الفتاة أن تكون لعبة ومسخرة عند هذا الحشد من المسرحيين العرب الذين ضربوا أخماساً بأسداس، وهم يشاهدون مسرحية أخرى أكثر سخونة وسخرية من العرض المقدم.نعم، بمقدور الأعمى أن يكتب ويتحدث ولكن أن يرسم أو يقدم فيلماً سينمائياً أو عملاً مسرحياً، ففي الأمر كثير من الضحك على الذقون.وقليل من الحياء.. وسلامتكم.