15 سبتمبر 2025

تسجيل

تأسيس مجتمع ديمقراطي

26 أبريل 2007

البناء الديمقراطي في اي مجتمع لا يأتي من الخارج، انما عبر مكونات المجتمع بحد ذاته، ولا يمكن قيام اطراف خارجية بوضع نفسها وصية على الآخرين في تنفيذ او اقامة ديمقراطية في اي مجتمع، فالوصاية على الآخرين لا يمكن ان تنتج مجتمعا ديمقراطيا حيا.كذلك الحراك الديمقراطي في المجتمع لا يخص قطاعا دون آخر، او شريحة دون اخرى، انما تمضي قطاعات المجتمع في خطوط متوازية عبر آليات يتفق عليها المجتمع، بافراده ومؤسساته المختلفة، ولا يمكن ايضا بلوغ الاهداف البعيدة المدى في يوم وليلة، انما هناك جهد وتراكمات من العمل للوصول الى تلك الاهداف التي تصب في نهاية المطاف لبناء دولة حضارية، ومجتمع يؤمن بالديمقراطية القائمة على الحوار، وعلى الرأي والرأي الآخر، بعيدا عن مصادرة الآراء.وأعتقد ان العمل لتأسيس مجتمع ديمقراطي يبدأ عبر ترسيخ هذه المفاهيم في الاجيال، وهذا الدور ليس مسؤولية الدولة او الحكومة فحسب، انما هي مسؤولية مشتركة تبدأ من الاسرة التي هي الاساس في البناء الديمقراطي، فاذا ما غرست هذه الاسرة في طفلها خلال سنواته الاولى عبر القدوة العملية للاب والام معنى الحوار وتقبل وجهات النظر وتعويد الابناء على طرح آرائهم وان كانت خاطئة، وتقبلها وتصحيحها من خلال القول الحسن، واشراكهم في قرارات تخص الاسرة او تخص مستقبلهم، اذا ما وجد حوار بناء في الاسرة، فان الابن من المؤكد سيمارس ذلك في حياته العملية فيما بعد .والعكس صحيح ايضا، فاذا ما فرض الاب والام حصارا فكريا، وصادروا آراء ابنائهم ،بل منعوهم من الادلاء بأي رأي في قضايا الاسرة او اختيارات الابناء أنفسهم، ومارسوا عليهم ديكتاتورية القبول بالأمر الواقع دون نقاش او حوار، فان هذا السلوك ينعكس على تعامل هذا الابن مستقبلا مع الآخرين، سواء في مدرسته او في نطاق عمله لاحقا.والامر نفسه اذا ما كانت المدرسة تمارس ديكتاتورية في تعاملها مع الطلاب، او يتخذ مدرس ما سياسة ’’خذ ولا تسأل’’، او تقبل المعلومة دون نقاش ، واحفظها فقط لتسردها في ورقة الامتحان، دون اتاحة فرصة للطالب للنقاش او الحوار.المناهج يجب ان تغرس مبادئ الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر بكل رحابة صدر، وان تعلم الطفل معنى وقيمة الحوار.كيف يمكن ان نخلق جيلا مبدعا اذا ما فرضنا عليه الوصاية؟! كيف يمكن ان ندفع بالطاقات لمزيد من العطاء اذا ما كبلناها بقيود المنع والرفض ؟! البناء الديمقراطي ركيزته الاساسية الاستثمار في الاجيال فهو الاستثمار الحقيقي، واذا ما خلقنا جيلا واعيا بمسؤولياته تجاه وطنه ومجتمعه، وجيلا مبدعا، فاننا بذلك قد حققنا هدفنا في بناء دولة حضارية، ومجتمعا مزدهرا، يقدر كل فرد فيه الطرف الآخر، ويتعامل معه على انه مكمل لدوره، وليس نافيا له. في تنفيذ او اقامة ديمقراطية في اي مجتمع، فالوصاية على الآخرين لا يمكن ان تنتج مجتمعا ديمقراطيا حيا.كذلك الحراك الديمقراطي في المجتمع لا يخص قطاعا دون آخر، او شريحة دون اخرى، انما تمضي قطاعات المجتمع في خطوط متوازية عبر آليات يتفق عليها المجتمع، بافراده ومؤسساته المختلفة، ولا يمكن ايضا بلوغ الاهداف البعيدة المدى في يوم وليلة، انما هناك جهد وتراكمات من العمل للوصول الى تلك الاهداف التي تصب في نهاية المطاف لبناء دولة حضارية، ومجتمع يؤمن بالديمقراطية القائمة على الحوار، وعلى الرأي والرأي الآخر، بعيدا عن مصادرة الآراء.وأعتقد ان العمل لتأسيس مجتمع ديمقراطي يبدأ عبر ترسيخ هذه المفاهيم في الاجيال، وهذا الدور ليس مسؤولية الدولة او الحكومة فحسب، انما هي مسؤولية مشتركة تبدأ من الاسرة التي هي الاساس في البناء الديمقراطي، فاذا ما غرست هذه الاسرة في طفلها خلال سنواته الاولى عبر القدوة العملية للاب والام معنى الحوار وتقبل وجهات النظر وتعويد الابناء على طرح آرائهم وان كانت خاطئة، وتقبلها وتصحيحها من خلال القول الحسن، واشراكهم في قرارات تخص الاسرة او تخص مستقبلهم، اذا ما وجد حوار بناء في الاسرة، فان الابن من المؤكد سيمارس ذلك في حياته العملية فيما بعد .والعكس صحيح ايضا، فاذا ما فرض الاب والام حصارا فكريا، وصادروا آراء ابنائهم ،بل منعوهم من الادلاء بأي رأي في قضايا الاسرة او اختيارات الابناء أنفسهم، ومارسوا عليهم ديكتاتورية القبول بالأمر الواقع دون نقاش او حوار، فان هذا السلوك ينعكس على تعامل هذا الابن مستقبلا مع الآخرين، سواء في مدرسته او في نطاق عمله لاحقا.والامر نفسه اذا ما كانت المدرسة تمارس ديكتاتورية في تعاملها مع الطلاب، او يتخذ مدرس ما سياسة ’’خذ ولا تسأل’’، او تقبل المعلومة دون نقاش ، واحفظها فقط لتسردها في ورقة الامتحان، دون اتاحة فرصة للطالب للنقاش او الحوار.المناهج يجب ان تغرس مبادئ الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر بكل رحابة صدر، وان تعلم الطفل معنى وقيمة الحوار.كيف يمكن ان نخلق جيلا مبدعا اذا ما فرضنا عليه الوصاية؟! كيف يمكن ان ندفع بالطاقات لمزيد من العطاء اذا ما كبلناها بقيود المنع والرفض ؟! البناء الديمقراطي ركيزته الاساسية الاستثمار في الاجيال فهو الاستثمار الحقيقي، واذا ما خلقنا جيلا واعيا بمسؤولياته تجاه وطنه ومجتمعه، وجيلا مبدعا، فاننا بذلك قد حققنا هدفنا في بناء دولة حضارية، ومجتمعا مزدهرا، يقدر كل فرد فيه الطرف الآخر، ويتعامل معه على انه مكمل لدوره، وليس نافيا له.