15 أكتوبر 2025
تسجيلأتحدث اليوم عن هموم ومشاكل أصحاب الشركات الصغيرة بشقيها، التجارة والمقاولات، فأغلبهم شباب وكل ما يتمنونه هو تحسين وضعهم المادي والاقتصادي ومنهم من هو صاحب طموح عال ويرغب في تطوير تجارته والمشاركة في نهضة بلده ولكن لسوء الحظ ليس لديهم علاقات أو معارف تضمن لهم الحصول على عقود العمل أو البناء أو التجارة أو التوريد. وغالبا ما تصطدم طموحاتهم وآمالهم وتوقعاتهم بالمشاكل والمعوقات الكثيرة التي تحول دون استمرارهم في هذا المجال وينتهي بهم المطاف إما بشطب وإلغاء النشاط أو بيع السجل التجاري أو بالمحاكم والنيابة العامة بسبب إفلاسهم وعدم مقدرتهم على المواصلة ودفع ما عليهم من الالتزامات، فالشركات الكبرى تسيطر على أغلب المشاريع التجارية وقطاع المقاولات ولا تجعل أي فرصة للشركات الصغيرة بالمشاركة فيها إلا بالعمل بالباطن الذي غالبا لا ربح فيه واحيانا كثيرة لا يتم الحصول على المقابل المادي المتفق عليه وفيه من النصب والاحتيال ما الله به عليم، وأيضا من اهم الأسباب التي تجعل صاحب الشركة يندم ويتحسر على ضياع ماله ووقته وصحته هي الخسائر المالية الكبيرة التي يتحملها صاحب هذا النشاط ويدفعها من جيبه الشخصي، أولها دفع إيجار شهري للمكتب الصغير الخاص بشركته والذي لا يقل عن 7 آلاف ريال ودفع رسوم البريد الحكومي ورسوم البنك لتحويل الرواتب الشهرية للعاملين بالشركة وتجديد الاقامات ودفع فواتير كهرماء ورسوم وزارة العمل وغيرها من الجهات الأخرى، وبدون مردود مالي غالبا أو فرصة الحصول على عقد عمل أو دعم فلك ان تتخيل عزيزي القارئ مدى الإحباط والاحساس بالخيبة والفشل وتلف الاعصاب الذي يمر به صاحب هذه الشركة الذي لم يجد الدعم والبيئة المناسبة لتحقيق أقل طموحاته والله المستعان. أخيرا الشباب أغلبه طيب ومن السهل خداعة والضحك عليه وإيهامه انه سيصبح من أصحاب الملايين في سنوات قليلة من (لوبيات) شيطانية وافده تدعي أنها من فئة (البزنس مان) وتستنزف أمواله وتجعله يستدين مبالغ كبيرة من البنوك في سبيل تمويل مشروع هذا (البزنس مان) الذي سيغادر البلد في اقرب فرصة بعد ما يلهف الذي يستطيع لهفه ويترك هذا الحالم الواهم المسكين كالسابح في المحيط الغارق لا محاله. هذا والله من وراء القصد. [email protected]