17 سبتمبر 2025
تسجيلحين تدخل ساحات الرأي والرأي الآخر كوسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة مثلاً، أو تجلس أمام الفضائيات تسمع برنامجاً حوارياً، تجد الكثير مما يمكن إحالته الى ما يصح تعريفه بضيق الصدر، ليس من الهم والغم بالطبع، لكن من عدم الترحيب بالآخر أو الرأي المخالف له.أمام تلكم الحالات والأمثلة، لابد أنك يوماً توصلت الى قناعة تامة بحاجة الكثيرين إلى التزود بمعرفة ألف باء الخلاف والنقاش أولاً، ومن ثم الارتقاء بثقافة الحوار وتقبل الآخر، وعدم الاعتداد بالرأي والإصرار على قهر المخالف. إن مشكلة كثيرين تكمن في جزئية مهمة تتعلق بعدم قبول الرأي الآخر، وسبب ذلك هو ضيق الصدر وقصر النظر، إضافة إلى ثقافة ربما تربى عليها بصورة وأخرى، هي ثقافة الإلغاء أو الإقصاء التي يكون تعلمها أو مر بها في تجربة حياتية قاسية، تدفعه الآن إلى إعادة التجربة مع الغير، بحيث يجد في تجسيد تلك الثقافة نوعاً من التنفيس عن نفسه أو إكمال لعقدة نقص شديدة التأثير هو مصاب بها، ولا يجد علاجاً أو حلاً سوى تطبيق الإلغاء أو الإقصاء أو قهر الخصم، كطريقة مناسبة للارتياح واستشعار قيمته أمام الغير! إن كل واحد منا، كما أنه خلقه الخالق عز وجل متفرداً ومتميزاً عن غيره في كثير من النواحي الفسيولوجية أو التكوين الحيوي له، فكذلك يتميز أي أحد منا بآرائه ونظراته. أنت لك نظرة لأمر ما تختلف عن الآخر، حتى لو كان هذا الآخر من أقرب المقربين إليك، ولا شيء في ذلك، بل هذا المطلوب.هذا مفهوم ربما يغيب عن كثيرين، وبسبب غيابه، تحدث المتنافرات والاختلافات التي ربما بقدرة قادر أدت الى المشاجرات وتبعاتها إن تعمّق عدم الفهم.. ليس عليك أن تجبر غيرك على رأي واحد، وليس على غيرك القيام بالمثل معك. ولو أن كل طرف استوعب هذا المفهوم الحياتي، لتحاور الجميع دون كثير مشكلات أو منغصات إن صح التعبير. إنها ثقافة تحتاج الى كثير من الممارسة والتدريب، قبل الخوض عملياً في حوارات الحياة المختلفة.