18 سبتمبر 2025
تسجيلأطلق عليها ما شئت من الأسماء (مؤسسة، منظمة، هيئة، ملتقى، منتدى، جمعية، نقابة، مركز، تجمع) وغير ذلك من المسميات، فالمنتسبات لها كثيرات، وفي ازدياد للأسف الشديد. فلا قرار في بيوتهن، فهن خراجات ولاجات لا يقر لهن قرار ولا استقرار إلاّ قليلاً، مجمعات وأسواق، مناسبات وحفلات وصالونات وحدائق ومنتجعات، وسفرات وزيارات ومطاعم ومقاهي وولائم ودعوات لا تنتهي ولا مجال لها أن تنتهي، وسهرات مع الأخوات والصديقات، ورجوع إلى البيت في وقت متأخر من الليل، وقد اشغلن عقولهن وقلوبهن وفكرهن وحياتهن وضيعن أوقاتهن وأموالهن وأولادهن، هذا إن كن يعملن، وأسرفن وبذّرن، سواء كان من آبائهن أو من أزواجهن، وفرطن في مسؤولياتهن، صغرت هذه المسؤولية أو كبرت. هذا إذا كن يقدن سيارة أو كان لهن سائق، فهن خرّاجات ولاّجات بهذه السيارة ولا همَّ لهن إلاّ هذا، فلا استئذان من أب ولا من أم ولا من زوج. أهذه حياة؟! أهذه مسؤولية؟! أهذا بناء؟!. ونلفت الانتباه الى أننا هنا لا نعمم ولا نخص أحدا، ولا يفهم أننا نمنعهن من الخروج، ولكن هذا ما نسمعه ونراه ونلاحظه في مجتمعنا. وإذا قيل لهن لماذا هذا الخروج الكثير بلا سبب ولا حاجة ولا ضرورة ملحة وحاجة ماسة؟ أتين بالتبريرات والأعذار والأوهام الواهية الضعيفة المريضة التي لا أساس لها من الصحة لا من بعيد ولا من قريب، لأن الشيطان وأعوانه وجنده وخاصة من الأنس سوّل وأملى لهن وأغراهن وزين لهن التحرر، وفتح لهن هذا الباب فلا يُريد أن يغلقه عليهن لأن فيه مصلحته الكبرى واستكمالاً لمشروعه البعيد المدى. ومع ذلك، فمنهن من تداركن أمرهن وأعمارهن، فتركن هذه المنظمة لأنها لم تُقدم شيئاً جديداً لهن، ولم تخدمهن حق الخدمة سوى الأوهام والسراب الذي (تحسبه الظمآنة ماء) وأنها ضيعت أوقاتهن وندمن على هذا الضياع الذي استمر معهن وأخذ الكثير من أعمارهن، وكذلك ندمن على تضييعهن لأولادهن وأسرهن بمحيطها الواسع، وكذلك خجلن من أنفسهن لضعفهن من برهن بأمهاتهن وآبائهن وصلة أرحامهن. ولكن في المقابل، والحمد لله ففي نسائنا بمختلف فئاتهن الخير الكثير، واللاتي يحرصن عليه ويطرقن أبوابه، ويحرصن كذلك على مؤسسة الأسرة كل الحرص وعلى بيوتهن وصلة أرحامهن، ويوفرن تربية وعلماً وخلقاً لأولادهن، فهن الجانب المضيء والمشرق ويبعثن التفاؤل والحياة الربانية في المجتمع. "ومضة" قال عمر رضي الله عنه في قوله تعالى "فجاءته إحداهما تمشي على استحياء" قال: قائلة بثوبها على وجهها ليست بسَلْفَعٍ خرّاجة ولاّجة. هذا إسناد صحيح. قال ابن منظور رحمه الله: السّلْفَعةُ البذيئة الفّحّاشة، القليلة الحياء. وقيل كذلك هي الجريئة السليطة. نسأل الله السلامة والعافية.