06 نوفمبر 2025
تسجيلإن الإعلام اليوم المتطور عبر الثورة الإلكترونية أصبح له شأن كبير. وقبل سنوات كنت أسمع مقابلة مهمة لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي، قال فيها قبل ظهور الصحون اللاقطة: إنه سيأتي يوم لا تجد الرقابة مكانها ولا يتحكم الناس فيما يرد إليهم من معلومات، ودعا لتحصين الشباب مما يرد علينا لحماية المجتمع. نحن اليوم نواجه غزواً مركزاً وثقافة في منطقة لاشك لها هوية وذات تاريخ، وأعرف أن اليهود في الغرب استطاعوا خلال سنوات السيطرة على أجهزة الإعلام والاقتصاد، للتأثير على سير السياسة الغربية وتوجيه المواطن الغربي، وهذا ليس بعجيب، فالكل يعرف ذلك، إن الإعلام الغربي الذي أصبح يخدم نفوذ هؤلاء، ومن ذلك عندما زار حسني مبارك واشنطن في عهد بوش أنفق اللوبي الصهيوني سبعة ملايين دولار للتأثير على الإعلام وتوجيه زيارة الرجل وفق سيكولوجية إعلامية مدروسة، وسيكولوجية الإعلام من الأشياء المحدودة في دراسة الإعلام المعاصر. نحن اليوم مستهدفون في وحدتنا، ولأن لنا أعداء يطمعون في السيطرة على ثرواتنا والتحكم في قرارنا وإخضاعنا لأهوائهم وأطماعهم، لدينا دولة مغروسة مفروضة علينا تريد إقناعنا بوجودها وهيمنتها والقبول بظلمها لإخوان لنا، وهي إسرائيل، ولديها قوة تكنولوجية وغيرها كالقوة العسكرية، وتعرف أننا لا نقبلها ولن تسكت علينا، ولدينا دول إقليمية غير غربية تريد أن تسيطر بنفوذها علينا وأطماعها في أراضينا وقراراتنا، والكل يستعمل الإعلام والغزو الفكري والثقافي وفق الأدوات والتكنولوجيا بكل امكانياتها، فماذا نحن صانعون، اليوم للأسف لدينا كم هائل من الصحف والقنوات والمواقع، للأسف أغلبها تدعو لثقافة الكراهية والفرقعة الإعلامية والتحليلات التي لا تفيد في تثبيت الهوية والمشروع الحضاري. إعلامنا اليوم بلا هوية للأسف، وهذا ما نراه في قنواتنا وصحفنا ومواقعنا مهاترات وسب وليس حوارا، إن الحوار وحرية الرأي مطلوبان ولكن في إطار هدف هو الارتقاء بالأمة وحصول الفضل والوصول إليه وليس لتسجيل المواقف والعنتريات. إعلامنا يجب أن يتفهم بعض النقاط مثل: 1- الحفاظ على العقيدة كالكتاب والسنة وفق ما جاء من عند الله ورسوله وأصحابه. 2- الحفاظ على الأخلاق والسلوك والآداب والمعرفة. 3- عدم السب والشتم وثقافة الكراهية. 4- الحفاظ على الوحدة الوطنية ورفض التقسيم العرقي والطائفي الذي يمس بوحدة الأمة. كل هذه أمور تهم كل مواطن عربي مسلم ولا يجوز أن نسمح بها مهما اختلفنا. وقد رأينا قبل فترة في برنامج الاتجاه المعاكس كيف كان حوار يدعو لتقسيم اليمن والعنصرية وثقافة الكراهية، وللأسف أن قناة الجزيرة استضافت شاباً صغيراً مشحوناً بثقافة الكراهية ليس لديه فكر وإنما يدعو للحرب والانفصال والعنصرية والطائفية وهو مبرمج بهذا الخصوص حتى إن الطرف الآخر زايد ودخل معه في جزء من هذه الثقافة ولم تكن المقابلة سوى إيصال رسائل لجهات وتسجيل مواقف وليست إفادة المواطن أو حل مشاكل، وكان هذا الشاب الصغير يشتم دولاً في مجلس التعاون لإيصال رسائل لدولة إقليمية ومبرمج هو لذلك حتى أن المذيع كان محرجاً لخروجه عن الموضوع وتعجبت من قناة الجزيرة وهي قناة معروفة بامكانياتها ومكانتها ومستواها الكبير كيف تستضيف أطفالاً أو شبه متعلمين، وهذا يسيء لمكانتها، فإذا أرادت أن تشجع هؤلاء فعندها قناة أطفال أو أشبال تستطيع أن تضعهم فيها، ولا أعتقد أن الجزيرة وما فيها من أناس مثقفين وطنيين تريد الحرب وتقسيم اليمن فلا يوجد عاقل يدعو لحرب أهلية وتمزيق شعب خاصة أن القائمين على القناة عناصر وطنية عربية مسلمة نفتخر بهم ونعتز بهم، ولكن ربما أن هناك أشخاصاً وقعوا في مثل هذه الأخطاء. إننا يجب أن نساهم في حل مشكلة الشعوب والارتقاء بها والعالم العربي بإعلامه وحريته لا يسمح بما يدعو للانفعال والحروب الأهلية والمساس بسيادة الشعوب. ولقد ناديت من قبل أيضا بالاهتمام بمشاكل المواطنين من الجوانب الإنسانية ومعاناتهم وأرجو أن أرى إعلاما يبصر الأمة بالأخطار ويحصنها من الأفكار المنحرفة ويدافع عن وحدتها وهويتها ومشروعها الحضاري.