17 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ عشرات السنين وقبل أن يتضح للشعب العربي الوجه الحقيقي للعقيد معمر القذافي بأنه "مهووس سلطة" أو "الأنا" طغت عليه في كل تفكيره وممارساته أو أن "جنون العظمة" أصابه حتى عظامه.. وقبل أن يطلق على نفسه "ملك الملوك" أو "عقيد الحكام العرب" أو "خليفة المسلمين" وقبل أن يقول "أنا" المجد والمجد "أنا"!! قبل كل ذلك التقيت سعادة السفير الليبي السابق بالدوحة الأخ المبروك المعداني الذي أكن له كل التقدير والاحترام لما يحمله هذا الرجل من فكر قومي عربي واضح ومحدد ومن رؤية وطنية صادقة ومن رغبة عربية عارمة في رؤية الحلم العربي بالوحدة والتقدم مما شجعني على مواصلة هذا الحوار مع هذا السفير وشجعني أيضاً إلى فتح حوار أخوي صريح وواضح معه بل شجعني فكره وما يحمله من تواضع وأخلاق إلى الطلب منه أن ينقل رؤية من مواطن عربي كان يأمل أن يرى بالعقيد القذافي نقطة ضوء في طريق القومية العربية لاسيَّما أن القذافي كان يدعي أنه قومي عربي. قلت للأخ السفير المعداني وبالتحديد أين الفكر القومي العربي من ممارسات الأخ العقيد؟!! واستشهدت حول ذلك عندما "طلق" القذافي الأمة العربية وتوجه نحو إفريقيا.. واعتبر أن محيطه هو محيط "إفريقي" وأن المحيط "العربي" لا وجود له ويجب أن "يذوب" العرب في "الفضاءات" الأخرى غير العربية!! الأخ السفير المعداني كان يجاوبني دائماً "انتظر" يا أخ فواز.. "انتظر" يا أخ فواز، فالقادم خير للقومية العربية من الأخ القائد وسترى المفاجآت السارة التي تخدم الأمة العربية وأهدافها قريباً. انتظرت طويلاً أملاً برؤية ما بشرني به الأخ السفير المبروك ولكن طال الانتظار ولم أجد إلا إجحافاً من القذافي بحق أمته العربية والشعب العربي بل إنه أصبح قريباً من الغرب ومن أمريكا أكثر من قربه لأمته العربية بعد أن تخلى عن مشاريع الأسلحة وفكك هذه البرامج التسليحية وشحن معداتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية فأصبح العقيد إفريقياً غربياً وقال "العرب ما فيهم خير"!! فاضطررت إلى كتابة مقال في جريدة الشرق بعدها ومنذ عشرات السنين تحت عنوان "آخ.... يا أخ" أشرت فيه إلى شدة الألم والحسرة من خيبة أملنا في الأخ العقيد بعد أن تخلى عن أمته العربية وطلقها وتوجه إلى إفريقيا وإلى أعداء هذه الأمة الغرب وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية وتحدثت مع الأخ السفير المبروك وأخبرته بما كتبت وسألته: هل ممكن أن يصل هذا المقال للأخ العقيد لأنني أعرف جيداً أن الأخ المبروك قريب جداً من القذافي ووعدني بإيصاله للعقيد بل وافق معي على المضمون.. لكنه كرر مرة أخرى القول "انتظر" يا أخ فواز فالخير قادم!! وانتظرنا.. وغادر سعادة السفير الدوحة.. وجاء سفير آخر.. والأخ العقيد يومياً يدفعنا لنقول "آخ... آخ... آخ"، بل إن شعبه قال مليون "آخ" من هذا الأخ عندما قرر "إبادته" بالطائرات والمدفعية والدبابات لأنهم طالبوا بالحرية التي كنت أعتقد شخصياً أنها موجودة أو أنها أفضل من غيرها في البلاد العربية الأخرى لكنه أكد لنا أن كلمة "آخ" من هذا "الأخ" التي نقولها كشعب عربي يتألم منها قبلنا "إخوة" هذا "الأخ"!! واتضح أخيراً ومن خلال الممارسات التي قام بها ويقوم بها الآن ضد شعبه أن هذا "الأخ" ليس من هذه الأمة وإن كان منها فهو إما "مريض" وهذا يحتاج إلى "الحجر الصحي" عليه وإما "مجنون عظمة" وهذا يتطلب من الشعب الليبي ألا يحقق له قمة هذا الجنون في قتله لأنه يخطط أن يقول عنه التاريخ كما قال عن الشهيد عمر المختار.. "ننتصر أو نموت" والفرق كبير بين الثريا والثرى ولكن جنون العظمة أعمى عيون وفكر وعقل القذافي، فأصبح يتصور أنه لو قتل فإن التاريخ سيضعه إلى جانب عمر المختار، لهذا أرجوكم لا تقتلوه.. اقبضوا عليه واربطوه.