16 سبتمبر 2025
تسجيلالخطأ يقع في أي مؤسسة.. الموظف ليس معصوماً عن الخطأ، والمسؤول كذلك يقع في الخطأ، مشكلة أي مسؤول- ولا نعمم- عندما يخطئ موظف ما أول مرة هو ليس أن يُطفئ غضبه ويُظهر سلطته على هذا الموظف وذاك، أو يُوبخه، أو يُغير موقع عمله، أو يُحيله إلى لجنة تأديبية، أو غير ذلك من الإجراءات، وإنما عليك أيها المسؤول أن تفهم الفهم الصحيح الواعي المدرك لما يدور حوله، لماذا حدث هذا الخطأ؟ وهل الخطأ متكرر؟ وما حجم هذا الخطأ؟، من المفيد أن تعرف سبب وقوع الخطأ ولماذا وقع فيه؟ هل بسبب عدم انتباه أو الانفعال الزائد، أياً كان السبب، يجب معرفته معرفة صحيحة لتلافيه مستقبلاً وتجنب تكراره، هذا هو الفعل الصحيح من المسؤول الناجح في مسؤولياته. وهناك أسئلة مفتوحة منها: لماذا المسؤول لا يرى فقط إلاّ الخطأ؟، لماذا لا ينظر إلى سيرة وإيجابيات ونجاحات هذا الموظف وما حققه خلال فترة عمله وتقييم الأداء السنوي؟، لماذا عينه وعين من حوله ترصد السلبيات؟، البعض من المسؤولين - ولا نعمم- لا ينظر إلاّ إلى الكأس الفارغة، بمعنى أن المسؤول لا تقع عينه إلاّ على السلبيات والأخطاء والمثالب ويدقق فيها ويعطيها أكبر من حجمها مع أنها ولا شيء ولا تُذكر، والأعمال الإيجابية والإنجازات يتغافل عنها أو لا يلاحظها أو لا يعطيها اهتماماً!. أيها المسؤول.. امنح الموظف المخطئ الثقة والفرص لتعديل مسار الخطأ الذي وقع فيه أول مرة، ولا يكن همك الأول والأخير محاسبة ومعاقبة الموظف. أيها المسؤول.. ليست المشكلة أن يقع الموظف في الخطأ، ولكن أنت كيف تتعامل مع الموظف الذي وقع منه هذا الخطأ، تعاملك أيها المسؤول مع من حولك مهارة وفن ورقي. أيها المسؤول.. الموظف إنسان، وهو ليس آلة تُدار من هنا وهناك بضغطة، له مشاعر وأحاسيس وظروف تأتي عليه. أيها المسؤول.. ضع نفسك مكان هذا الموظف الذي وقع منه الخطأ أول مرة، كيف سيكون موقفك وردة فعلك؟. أيها المسؤول.. لا تلمّع منصبك أمام الآخرين على حساب الموظف الذي أخطأ أول مرة، وليسع صدرك عند حدوث الخطأ أول مرة. أيها المسؤول.. المسؤولية ليست منصبا وكرسيا يدور بك في كل الاتجاهات، ولا دورا علويا يطل على بحر أو حديقة، وليست تشريفا ووجاهة لك، ولكنها تكليف تصحبهأخلاق وقيم وحُسن تعامل، اليوم أنت عليه وغداً راحلٌ عنه بالتأكيد.. نسأل الله السلامة. "ومضة" وصدق القائل: من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط