عالم الرواية (2)

مع تعدد دور النشر.. شمّر عددٌ من أبناء قطر عن ساعد الجد في السنوات الأخيرة.. هناك تفاوت حقيقي بين الثقافات والتجارب والمعايشة، كان جواب أحد الأدباء.. "دعهم يجربون".. نحن مع التجربة ولكن لابد وأن يكون الكاتب أو المبدع يملك زخمًا من التجارب الثقافية ولا أقول الحياتية ذلك أن عددًا من كتّاب الرواية اقتحموا الساحة من الجنسين ومن عمر الزهور. والسؤال.. ماذا قرأ هؤلاء؟ ومتى؟ كان احد الاصدقاء محقًا في طرح همومه.. هذا الهم الجمعي، كان من حق الصديق أن يضرب أخماسًا بأسداس، وهل هؤلاء قد قرأوا نتاج الروائيين عبر الوطن العربي والعالم؟ وأنا أضيف إلى تلك الصرخة.. هل سمع معظم هؤلاء بأسماء "تولستوي، ديتفوسكي، ماباسان، مكسيم جوركي، ارنست همنجواي، وعشرات الأسماء".. دعنا من هذا هل شاهد أحدهم أغلفة روايات محمد عبد الحليم عبد الله، يحيى حقي، يوسف إدريس، إسماعيل فهد إسماعيل، ليلى العثمان، محمد شكري، غسان كنفاني، محمد علي عبد الله، وعشرات الأسماء؟! هل التقى أحدهم في الدوحة مثلاً بالكتّاب أحلام مستغانمي، جوخة الحارثي، طالب الرفاعي أو أي مبدع حل زائرًا أو ضيفًا أو متسابقًا أو مساهمًا في إطار الرواية في "كتارا – الحي الثقافي"؟ في كل موسم أبحث عن الوجوه في العرس الروائي العالمي في احتفالات يحضرها جمع غفير من الأشقاء العرب.. ولا أجد سوى الكاتب والمخرج أحمد مفتاح..!! مع ذلك.. أقول نحن مع الدعم والنشر والتشجيع حتى من خارج الكيان الرسمي وعبر جهود ذاتية، ونحن مع الدعم المحلي للمواهب الحقيقية.. ولكن الواقع بخلاف المأمول.. مثلاً الروائي عبد العزيز المحمود والمبدع محمد علي عبد الله لا يطرحون نتاجهم كل ثلاثة شهور، وهناك من ينشر في كل شهر رواية والمؤسف أن النقد بعيد عن تناول الأعمال التي تغزو السوق المحلي..!! الآن أصبح هناك تخمة في النشر، وهذا أمرٌ جيد ولكن من خلال تصفح البعض لنتائج الروائيين يكتشف أن الإبداع مفقود، وأخشى ما أخشاه..أن التخمة في النشر لا تعني الجودة ولا تضيف بعض الروايات إلى حراكنا الإبداعي أي خطوة.. وكما عبر أحدهم في إحدى المناسبات.. إن الخوف أن ينقلب السحر على الساحر.. وأن يغلف سوق الرواية بعض النتاج الهش..!! عالم الرواية لا يقتصر على سطور من الإنشاء، أو طرح مضمون اجتماعي.. سحر الرواية أكبر من هذا، وكما ذهب أحدهم قائلاً: أخشى أن يغلف واقعنا الإبداعي التهميش وأن تطرد العملة الرديئة كل العملات ويزيح هؤلاء الأدعياء أسماء سطرت للرواية القطرية ملامح من الجدة والإبداع من أمثال: دلال خليفة، نورة آل سعد، كلثم جبر، عبد العزيز المحمود، محمد علي عبد الله، وأسماء حفرت لذاتها اسمًا في عالم الرواية منذ سنوات.. [email protected]