20 سبتمبر 2025

تسجيل

لـمثل هـذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ.. "الغوطة" تستغيث

26 فبراير 2018

المحزن في الأمر أن بعض البلدان الخليجية تقف ضد إخواننا السوريين ويعلنون ذلك بشكل استفزازي هذه الجرائم البشعة لن تتوقف إلا بإزالة "بشار النعامة" عن الكرسي وإعدامه أمام شعبه ليكون عبرةً لمن يعتبر بالأمس كانت إذاعة قطر متميزة بعطائها المعهود وبرامجها التي تواكب الأحداث السياسية الجارية على الساحة العربية.. وتتفاعل معها بكل وفاء وإخلاص.. حيث غطت حلقة أمس من برنامج "كيف أصبحت" مأساة أهل الغوطة، وما يتعرض له الشعب السوري اليوم من مذابح وجرائم إبادة وتنكيل لهذا الشعب الذي عانى وما زال يعاني ويلات الحروب التي لا تنتهي من خلال الجرائم التي يشنها النظام السوري لذبح أهل السنة ومسحهم من الوجود!!. وقد كانت وما زالت القضية السورية هي محور النقاش في كافة وسائل الإعلام العربية والأجنبية بسبب التآمر على إزالة أهل هذه الأرض من ديارهم ومسحهم من الوجود. والمخزي في الأمر  أن الذي يتآمر على سوريا اليوم ويسعى لإبادة هذا الشعب هو ليس فقط الطاغية "بشار النعامة" بجانب من يحارب معه في هذه الساحة.. بل إن بعض دول الخليج العربي شريكة وضليعة بشكل كبير في حرب الإبادة هذه والمشاركة في التنكيل بالسوريين بلا ذنب ولا جرم ارتكبوه... فدول الحصار: السعودية والإمارات والبحرين ومصر كلها كانت وما زالت ترفع راية التأييد لـ "بشار النعامة" وتحضه على إبادة هذا الشعب وذبح شيوخه وأطفاله بلا رأفة، وهو عامل من عوامل الخزي والعار الذي تشارك به هذه الدول التي سارعت للوقوف مع "ابن النعامة" وتأييد توجيه ضرباته لشعبه مع كل أسف... كما أن دول الحصار التي تآمرت على دولة قطر بالأمس، تنصب عداءها اليوم كذلك للشعب السوري في هذه الحرب، وتعلن بكل وقاحة أنها مع إراقة الدماء في سوريا، وفي نفس السياق كانت أول من يهرول للتطبيع مع الإسرائيليين بأوامر عليا كما نعلم، لأنها دول هزيلة وهشة لا تمتلك القرار السياسي، بل أصبحت مثل الدمى المتحركة ما دامت تطبع مع إسرائيل للتنكيل بالشعب السوري الأعزل!!. رثاء الأندلس ورثاء الغوطة وهذا التساؤل دائماً ما يتكرر في مثل هذه المواقف.. فالدماء البريئة في سوريا تسال.. وجرائم الإبادة تزداد يوماً بعد يوم.. والأزمة السورية أصبح العالم بأكمله يلتزم الصمت تجاهها.. فلا قرار رادع ولا تعاون بين دول الأمم لإيقاف هذا الجرح العميق الذي ما زال ينزف... وإذا رجعنا إلى الوراء قليلا.. وقرأنا التاريخ.. فسنجد أن سقوط الأندلس بالأمس يشابه في سيناريوهاته اليوم سقوط سوريا بيد أعداء الأمة .. وما يحدث في الغوطة شاهد على هذه الحرب القذرة بقيادة المجرم "بشار النعامة"، الذي يقود حربه الضروس للانتقام من شعبه لتحقيق بعض الأجندات الخارجية حتى يبقى في الحكم مدى الحياة!!.  لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ وكلنا يتذكر تلك الأبيات الجميلة والمعبرة عن "سقوط الأندلس" عندما جلجلت قصيدة "أبو البقاء الرندي" وهزت مشاعر كل العرب بسبب الوهن الذي خيم على البلدان الإسلامية في تلك الحقبة، وهي تتكرر اليوم من جديد وبنفس المعاناة . يقول أبو البقاء الرندي: فلو تراهم حيارى لا دليل لــهم عليهم من ثيـاب الذلّ ألـــوان ولو رأيت بكاهم عند بيــــعهم لهالك الأمر واستهوتك أحـــزان يا ربّ أم وطفل حيل بينهـــمـا كما تفــرق أرواح وأبــــدان وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعـت  كأنما هي ياقوت ومرجــــــان يقودها العلج للمكروه مكرهـــــة  والعين باكية والقلب حيـــــران لـمثل هـذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ إن كـان فـي القلبِ إسلامٌ وإيمانُ كلمة أخيرة :     ففي "الغوطة" يبكي الكبار والصغار.. بكاء الثكالى.. وتهدم البيوت على ساكنيها.. بلا رأفة ولا هوادة من قبل حاكمها المجرم وسفاك الدماء "بشار النعامة".. فإلى الله اللجوء والمشتكى. فتنة ودّعت وأخرى أغارَت دكّ من أسرها البناء المشيد وديار الإسلام أضحَت مزادا كلّ شار كما يشاء يزيد