14 سبتمبر 2025
تسجيلالصمت قيمة لا يجيدها إلاّ الكبار ولا يتحلّى بها إلاّ أصحاب العقول الراقية، ولا يتمسك بها إلا من كانت نفوسهم مؤمنة مطمئنة، والصمت فيه من الدروس الممتعة، ففي حركة الحياة يُنبئ عن معادن الرجال والنساء معاً وقوة في المواقف لكلا الطرفين، فمن الدروس التي يمنحنا إياها الصمت: الدرس الأول: الصمت دليل السلامة من العثرات والوقوع في الزلات والهفوات. الدرس الثاني: الصمت أبلغ من الكلام في مواطن يحسن بنا أن نصمت. الدرس الثالث: الصمت يستر العيوب فلا نفضح ألسنتنا بكثرة الكلام والكتابة في منصات التواصل الاجتماعي. الدرس الرابع: ماذا نصنع في عصر حتى الصمت يعاقب ويحاكم عليه بل ويسجن صاحبه، أو يتعرض لإقامة جبرية؟ زمن التناقضات في أوحال المستنقعات!. الدرس الخامس: يا من تتطاول على دولة قطر وعلى قيادتها الكرام -يحفظهم الله- هي ترتفع وماضية إلى معالي الأمور، وأنت تسقط في سفاسف الفجور وقُبح الكلام، وماذا عساك أن تجني من هذا كله؟ الصمت لك غنيمة، فهل تدرك معنى الصمت؟ الدرس السادس: يقال إن للصمت فوائد علمية أربعة "يجدد خلايا المخ، ويساعد المخ على معالجة المعلومات، يخلصك من التوتر، يزيد من قدراتك الإدراكية"، توقف عند هذه الفوائد! الدرس السابع: الصمت لا يعني عدم القدرة على الرد. للصمت غايتان الأولى: التعالي على التفاهات المطروحة"، وما أكثرها في زماننا تأتينا من كل حدب وصوب، الثانية: حينما لا ترى جدوى من الحديث. الدرس الثامن: يا هذا يا من تتطاول على الجهاد والمقاومة في عموم فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص، نقول لك أمسك لسانك وقلمك وتغريداتك فالصمت لك زينة. من أنا وأنت وغيرنا حتى نتطاول على أهل الجهاد والمقاومة العزيزة الأبية في فلسطين وغزة، فهم في أعظم ميدان وأشرف رباط فالجهاد والمقاومة مشروعان لهم وحق لهم أن يدافعوا عن أرضهم ومقدسات الأمة وعن شرفها وكرامتها. ألم تعلم أن فلسطين وعاصمتها القدس الشريف أرض عربية إسلامية مغتصبة من كيان صهيوني مجرم إرهابي بكل ما تحمله هذه الكلمة من مدلولات ومعان، أم إنك تكتب وتغرد وتهرف بالجهل والسفه الذي تحمله! وكل من يجرح وينتقد الجهاد والمقاومة في فلسطين فهو فاسد المزاج يحتاج إلى علاج. فاشغل حياتك ووقتك بما ينفعك. وإلاّ فصمتك أولى لك.. فهل تدرك هذه المعاني في مساحات الخير قبل فوات الآوان؟. الدرس التاسع: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت" فالصمت خير كذلك، فلا نُذهب عنا هذا الهدي والإرشاد النبوي، والحث والإغراء إلى قول الخير أو السكوت. الدرس العاشر: الصمت يقول لك ويرشدك إلى "وأعرض عن الجاهلين". والله المستعان! وانتهت الدروس العشرة، وتبقى الحياة بحركتها اليومية دروسا للجميع تصحبنا ونصحبها تمضي بنا إلى أن نلقى الله سبحانه، ونسأله تعالى الهدى والسداد وحُسن الخاتمة!. "ومضة" قال رجل للصحابي الجليل سلمان رضي الله عنه: أوصني، قال: لا تتكلم، قال: وكيف يصبر رجل على ألا يتكلم؟ قال: فإن كنت لا تصبر عن الكلام، فلا تتكلم إلاّ بخير أو اصمت". وصدق أبو العتاهية حين قال: وللصمت خير من كلام بمأثمٍ.. فكن صامتاً تسلم وإن قلت فاعدل