17 سبتمبر 2025

تسجيل

حوار مع صديقي.. الذي يكره حماس!

26 فبراير 2015

* في ظل تصعيد إعلام الانقلاب المصري ضد حماس وما يشيعه من أكاذيب، قال صديقي الذي أحترمه وأرى أن له عقلا وفهما، غير أنه يحمل أفكارا مشوشة عن الإسلام وعن الإخوان وعن حماس.. قال لي: لا أحب حماس رغم أنني إلى ما قبل ثورة يناير كنت أدافع عنها وأتمنى أن أموت تحت رايتها..* سألته: فما الذي تغير؟ * قال: إنهم اعتدوا على مصر في لحظة ضعفها وانشغالها، يقصد أن حماس هاجمت السجون أثناء ثورة يناير وأنها تدعم التمرد في سيناء وأنها المسؤولة عن قتل الجنود المصريين.. إلى آخر ما يروجه إعلام الانقلاب من أكاذيب وافتراءات.. قال: ولولا الله تعالى، ثم السيسي، لكان حال مصر اليوم لا يعلمه إلا الله..* قلت له: دعنا من حماس والإخوان والسيسي وما يقوله ويردده كل طرف عن الآخر، ودعنا من جدية أو سخافة فكرة أن حماس بآلافها القليلة تشكل خطرا على جيش مصر المليوني أو لا تشكل.. ولنضع أساسا لنقاشنا قبل أن نغوص في التفاصيل. * قال: هات..* قلت: لو أنك كنت قاضيا أو محكّما في قضية – أي قضية - فهل كنت لتقبل دعوى أحد الخصمين دون دليل إثبات ولمجرد أنه يدعي ذلك؟ قال: لا.. * قلت: وهل تقبل دعوى مجردة عن الدليل ممن جربت عليه الكذب مرة وعشرا ومائة؟ * قال: لا. * قلت: وإذا تناقضت الروايتان وتساوى الطرفان في عدم الدليل المرجح مع أحدهما، فهل تعتبر سلوك وسوابق وبيئة وأصدقاء وأعداء أحدهما مرجحا لدعواه أو لنفيه؟ قال نعم.. * قلت: وإذا كانت رواية أحدهما - غير القائمة على بينات أصلا - لا منطق فيها ولا يصدقها العقل.. فهل تعتمد العقل وما يصدقه أو يكذبه حكما في الترجيح للدعوى أو للنفي؟، قال: نعم.. * قلت: وإذا كانت أقوال أحدهما متناقضة ويهدم بعضها بعضا، فهل تعتبر ذلك دليلا على كذبه؟ * قال: نعم.* قال صديقي: ما الذي تريد أن تصل إليه؟ * قلت: لقد وصلت أنا.. فهل وصلت أنت؟ * فأطرق ثم قال: دعني أعيد على نفسي أسئلتك وسأجيبك.. * اتصل بي بعد ساعات.. وقال: قد اقتنعت بما قلت، وإني أبرأ إلى الله من وضع حسن الظن مكان سوئه، ومن وضع سوء الظن مكان حسنه.. وأبرأ إلى الله تعالى من أن أدافع عن الكاذبين أو أن أكون خصما للمقاومة الشريفة، وبقية خير هذه الأمة.. أو كما قال. آخر القول: كما شكرت صديقي على موضوعيته وحبه للصدق ولما فيه من بقية خير، فإني أشكر كل صادق صريح عاقل يفكر بعقله هو لا بعقل عكاشة و- الواد - الحسيني، وكل من ينظر بعينيه هو لا بعيني لميس ولميس وأماني، ويسمع بأذنيه هو لا بأذني عمرو ومحمود وتامر وأبو حمالات.. (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا).