19 ديسمبر 2025

تسجيل

الحياة لن تقف لك

26 فبراير 2015

لم ولن يوجد إنسان على هذه الأرض، لم يمرض ولم يتعب ولم يحزن ولم يتألم، الى آخر قائمة منغصات ومتاعب الحياة المتنوعة.. إننا خُلقنا في هذه الدنيا لنمر بكل تلك التجارب الحياتية لنتعامل معها، كلُ أحد منا بطريقته وأسلوبه، أو بعبارة أخرى، إنما الإنسان يدخل اختبارات متنوعة، ينجح من ينجح ويرسب من يرسب، وإن مسألة النجاح والرسوب غالباً تعتمد على المرء نفسه.. هو الأقدر على أن يقرر ما يريد كنتيجة لتلك الاختبارات.. نجاح أم رسوب. إن مجرد التفكر في تلكم الحقيقة، سيبعث بالنفس الى أن تهدأ ولا تحزن كثيراً ولا تتألم، لماذا؟ لأن الجميع يمر بتلك الامتحانات، بغض النظر عن المستوى الاجتماعي والمادي وغيره للشخص. الغني يمرض كما الفقير، والثري يتألم كما المسكين، وهكذا.. لا تمييز بين البشر في اختبارات الحياة، التي لم يسلم منها حتى الأنبياء والأولياء وكذلك الصادقين والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً يوم الدين. ما يهمنا من الحديث هم أولئك الذين يمرون باختبارات الحياة المختلفة، يتعرضون فيها لمتاعب جمة وآلام مبرحة، فيتعرض أحدهم لانتكاسة أو كبوة أو هزيمة أو رسوب بالاختبار، فتجده وقد استسلم للنتيجة أو الواقع دونما قليل من التفكر وإعادة النظر، للبدء من جديد. لكن هناك البعض الآخر، الذي ما إن يسقط أحدهم أو ينتكس أو يتعرض لكبوة، إلا وجدته وقد حزن وتألم بعض الشيء، شأنه شأن أي إنسان صاحب مشاعر فطرية لا يمكن تجاهلها ، لكنه يتميز عن الفريق السابق أنه لا يطيل البكاء على الأطلال واللبن المسكوب والحزن على ما فات، بل يدرس الماضي ويعيش لحظته، متعظاً ومخططاً للبدء من جديد، ليقينه التام بأن الحياة تسير ولن تقف له إن هو توقف.. وهذا ما يدعوك أيها القارئ الكريم، إن تعرضت لمواقف الانتكاسات والخسائر والهزائم، ألا تقف وتتأخر عن مسيرة الحياة، لأن الخاسر الأكبر في تلك الحالة هو أنت لا الحياة.